لا أذكر كم مضى علي هنا …
في هذا الركن من غرفتي المظلمة ..
فقد فقدت الاحساس بالزمن
كل ليلة أمارس طقوس عذابي الخاصة
طقوس ما بعد الفراق
أقرأ الرسائل .. أشاهد الصور
أتخيل كل مشهد لقطة لقطة
و أتعذب فقط كي أكرهك ..
لكن دون جدوى
أتدري أني أصبحت أدعو الله أن أكرهك
بقدر ما كنت أدعوه أن يجمعني بك ..
كل ليلة أردد اللهم امحه من ذاكرتي
اللهم اشفني منه
اللهم أخرجه من قلبي
اللهم حرمه على سمعي و بصري و قلبي و قلمي
كم أتمنى أن أجهضك كي أعيش
فمادمت بداخلي أنا ميتة …
بأي حق دخلت حياتي لتدمرها
أي قلب تحمل بين أضلعك
كي يطاوعك على ما فعلت ..
بل أي قلب أحمله أنا كي أحب رجلا
آلمني منذ أول مرة ألقاه
أو تذكرها ؟ تلك المرة الأولى ..
حين كدت أصدمك يسيارتي
لم أكن المخطئة .. فأنت من ظهرت من حيث لا أدري
و مررت دون أن تلتفت للطريق و مع ذلك أهنتني بشدة
رغم أني اعتذرت ..
أهنتني حتى تجمعت الدموع في عيني و لم أستطع حتى أن أرد
منذ أول وهلة كان هناك شيء بك يكتفني
و يمنعني من أن أقف ضدك …
أسرعت الى البيت و دخلت غرفتي و أطلقت العنان لدموعي
و لم أدر يومها أنها لن تكون آخر مرة تجرحني فيها بشدة ..
زدني يا قلبي ،
زدني ألما فالذنب ذنبي و الخطأ خطئي ،
زدني جرحا فقد كنت غبية لدرجة أني ظننتها قصة خيالية حلوة
ستنتهي نهاية سعيدة ….
و لم أدر أن ألأمير في هذه القصة سيترك أميرته لأن لديه أشياء
أهم ، و لأنها ما عادته تهمه أو ربما لم تهمه يوما كما كانت تظن و
كما كان الكل يظنون ، الأمير في هذه الحكاية تنكر لكل الوعود ، و
حطم كل القلوب و دمر كل الأحلام كي يحقق أحلامه هو ، الأمير
في قصتي لم يبال بالأميرة ، لم يخف عليها ، لم يفكر في حزنها ،
و الأميرة هنا ما عادت أميرة ، صارت وحيدة جريحة ، ما عادت
أميرته و لن تكون أميرة لغيره كي لا تظلم أحدا ، لم يعد لها قلب
لتهديه لآخر و لو كان لها لما تجرأت و فعلت ، الأميرة حكم عليها
بالاعدام بأقسى و ابشع طريقة ، هذه النهاية و يا لها من نهاية ،
الأميرة لازالت تقرأ رسائل الأمير و ترفض أن تصدق الواقع ، ترفض
أن تتقبل الحقيقة ، الأميرة تتناسى كي لا تجن ، تنكر كي لا
تموت …..