يعتبر التدخين عند البعض ملاذاً يهربون إليه للتخفيف من التوتر والضغوطات اليومية التي يعيشونها. إلّا ان الواقع هو مغايرٌ تماماً، فالتدخين، وبالإضافة إلى كلّ المشاكل الصحية التي يمكن أن يسببها يمكن أن يطوّر بعض المشاكل النفسية الخطيرة وذلك وفقاً لدراسةٍ أجرتها جامعة King’s College London عام 2015.
العلاقة بين التدخين والامراض النفسية
التدخين والقلق
إن التدخين على ارتباطٍ وثيق بالقلق، فبدل من مساعدة الناس على الاسترخاء، يزيد التدخين في الواقع من القلق والتوتر. النيكوتين يخلق إحساسًا فوريًا بالاسترخاء ما يجعل المدخّن يعتقد بأن السيجارة تقلل من شعوره بالتوتر والقلق. هذا الشعور بالاسترخاء مؤقت وسرعان ما يفسح المجال لزيادة الرغبة الشديدة في تدخين سيجارة أخرى.
التدخين يلبّي حاجة الجسم إلى النيكوتين ، والتي هي مشابهة لأعراض القلق، لكنه لا يقلل من القلق أو التعامل مع الأسباب الكامنة.
التدخين والاكتئاب
يعاني المصابون بالاكتئاب صعوبةً كبيرةً عندما يحاولون التوقف عن التدخين ذلك لأن النيكوتين يحفّز إطلاق الدوبامين الكيميائي) في الدماغ. يشارك الدوبامين في إثارة المشاعر الإيجابية وكثيراً ما يتبين أنه منخفض لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، الذين قد يستخدمون السجائر كوسيلة لزيادة إمدادات الدوبامين مؤقتًا. ومع ذلك، فإن التدخين يشجع الدماغ على إغلاق آليته الخاصة لصنع الدوبامين، مما يدفعهم إلى التدخين أكثر.
يبدأ معظم الاشخاص بالتدخين قبل أن تظهر عليهم علامات الاكتئاب لذا من غير الواضح ما إذا كان التدخين يؤدي إلى الاكتئاب أو الاكتئاب يشجع الناس على البدء في التدخين. التفسير الأكثر احتمالا هو أن هناك علاقة معقّدة بين الاثنين.
التدخين وانفصام الشخصية
الأشخاص الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية هم أكثر عرضة بثلاث مرات للتدخين من الأشخاص الآخرين ويميلون إلى التدخين بشكل أكثر كثافة. أحد أكثر التفسيرات شيوعًا هو أن الأشخاص المصابين بالفصام يستخدمون التدخين للتحكم في بعض الأعراض المصاحبة لمرضهم أو الحدّ من بعض الأعراض الجانبية لأدويتهم. وقد أظهرت دراسة جامعة King’s College London أنه يمكن أن يكون هناك علاقة سببية بين التدخين وانفصام الشخصية.
بعض النصائح
– من المهم الإقلاع عن التدخين وإيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل بعد تحديد أسبابها طبعاً.
– الإقلاع عن التدخين يجب أن يترافق مع ممارسة التمارين الرياضية التي تنشّط إنتاج الدماغ للدوبامين وتنظف الجسم من السموم. هذا بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي خالي من الدهون والسكريات وغنيّ بالألياف والماء.