يُعاني البعض من الضّعف الجنسي وهي حالةٌ شائعة تُسبّب الحرج والخيبة في معظم الأحيان، إلا أنّ اتّخاذ قرار العلاج ضروريّ من أجل حياةٍ جنسيةٍ ناجحة.
هذه الحالة المُحرجة تُصبح أكثر خطورة عندما تتعلّق بصحّة القلب والأوعية الدمويّة لدى الرّجل. نسلّط الضوء في هذا الموضوع
تشابه عوامل الخطورة
من أبرز أسرار العلاقة الوثيقة بين الضّعف الجنسي وأمراض القلب، أنّها ترجع لأنّ عوامل الخطورة المسبّبة لكلا الحالتين واحدة وتتمثّل في التقدّم في السنّ وخلل الدّهون في الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والتدخين والسمنة والخمول وقلّة ممارسة الرّياضة وتناول الأطعمة مرتفعة الدهون وكذلك مقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي.
هذه العوامل تؤدّي إلى خللٍ كبير في وظيفة طبقة الأندوثليم المبطّنة للأوعية الدمويّة بالشرايين التاجيّة للقلب والمبطنة كذلك للفراغات الدمويّة بالجسم الكهفي بالعضو الذكري؛ ما يؤدّي إلى حدوث أمراض القلب وضعف الانتصاب.
كما أنّ هذا الخلل الوظيفي في طبقة الاندوثليم يُسبّب قلة انطلاق غاز اكسيد النيتريك المسؤول عن انبساط شرايين القلب والذي يبدأ سلسلةً من التفاعلات الكيميائيّة التي تنتهي بانبساط العضلات الملساء المحيطة بالفراغات الدمويّة بالجسم الكهفي للعضو الذكري وحدوث الانتصاب.
صغر قطر شرايين العضو الذكري
تسبق الإصابة بضعف الانتصاب والضّعف الجنسي، أمراض القلب لدى معظم المرضى بنحو عامين أو 3 أعوام.
يعود سبب ذلك إلى صغر قطر شرايين العضو الذكري مقارنةً مع شرايين الجسم الأخرى؛ ما يجعل إصابتها بالضيق تحدث في وقتٍ مبكر، وكذلك لأنّ العضو الذكري غنيّ بالفراغات الدمويّة وخلايا الأندوثليم والعضلات الملساء مما يعجّل بحدوث الخلل الوظيفي مقارنة بالأعضاء الأخرى.
الأداء الجنسي وعمل القلب
يُصاحب الأداء الجنسي زيادةٌ في المجهود المبذول بواسطة القلب وكذلك ارتفاعٌ في معدّل ضربات القلب وارتفاعٌ في ضغط الدم؛ ما قد يزيد من احتمال الإصابة بالأزمات القلبيّة بالنّسبة إلى مرضى القلب والأوعية الدمويّة.
ضعف الانتصاب والدورة الدمويّة
يُعتبر ضعف الانتصاب والنوبات القلبيّة من الأمراض المتعلّقة بالدورة الدموية في جسم الرّجل.
إلا انّ مرضى القلب لديهم ترسّبات مشبّعة بالكوليسترول تسدّ شرايينهم التاجية، بينما الرّجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب، تكون لديهم ترسّبات في شرايين العضو الذكري. ويُشار إلى أنّ الانتصاب الجيّد يتطلّب زيادةً بمقدار 6 مرّاتٍ لكمّية الدم المتدفّقة نحوه.
لذلك، من الضروري مراجعة الأطبّاء لتقدير قدرة تحمّل للمجهود المبذول أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، بالإضافة إلى أهمّية المراجعة الطبّية لتعديل عوامل الخطورة المسبّبة للإصابة بضعف الإنتصاب وأمراض القلب وكذلك استبدال الكثير من أدوية القلب التي تؤثّر على القدرة الجنسيّة.