ثم رحل بسرعة كما جاء ..أي هراء هذا .. اي كلام هذا … أنا أريده، أريد الزواج منه، أحبه .. لا أنكر ، لكن المرأة ترجتني كي أعيدها لزوجها لا كي أخطفه منها .. قلبي يصرخ لي أن أوافق .. فهذا شرع الله و هذا أمل حياتي .. و عقلي .. عقلي يصيح بي أن أرفض .. أتعبني التفكير و اشتد الألم مرة أخرى .. فناديت الممرضة و بدأت تتكلم ثانية بكلام غير مفهوم ..
آه .. الموت .. الموت الذي أحسه يقترب مني رويدا رويدا .. حتى أكاد أحس أحيانا أني لن أخرج من هذا المستشفى حية أبدا،أ حس أن الله سيستجيب دعائي .. أني كنت صادقة لدرجة أن الله سيستجيب دعائي ..
نمت بسبب المهدئ ولم أستيقظ إلا بعد أن تجاوزت الساعة العاشرة .. اتصلت بأمي و أبي .. اعتذرت لهما عن كل شيء .. صحيح أنهما لم يكونا أبوين صالحين بكل ما للكلمة من معنى، لكني لم أكن ابنة بارة أيضا ..و قد قال الله تعالى و بالوالدين إحسانا .. فمتى آخر مرة أحسنت إليهما فيها .. ثم اتصلت بجدتي و طمأنتها علي .. لم أخبر أحدا أني في المستشفى رغم أني كنت خائفة من أن أموت دون أن أراهم .. و كنت مشتاقة لهم بشدة .. لكن لا أريدهم أن يقلقوا ..
هدأ الالم قليلا بفضل الله، و كنت غاضبة .. غاضبة جدا من ليلى بسبب غيابها الطويل عني .. فاتصلت بها كي أعاتبها ..
– السلام عليكم ..
– و عليكم السلام يا ليلى .. ما هذه الغيبة ؟
– ريم حبيبتي .. آسفة و الله ، كيف حالك ؟
– بخير و أنت ؟
– بخير و الحمد لله ..
– اعذريني فقد جئت قبل يومين لكن الطبيب منعني من الدخول .. و .. و البارحة قال إياد أنه يريد أن يكلمك على إنفراد ..كما أن سارة الآن بالبيت .. و لا أريد تركها وحدها .. و العزاء ..
– آه .. لابأس ..
– كيف حالها ؟
– دعواتك لها .. قلبي يعتصر ألما من أجلها ..