الفصام في مرحلة المراهقة هو اضطراب عقلي غير شائع ولكنه حادّ يفسر فيه المراهقين الواقع بشكل غير طبيعي. ينطوي الفصام على مجموعة من المشاكل المتعلقة بالتفكير (الإدراكي)، السلوك أو العواطف وقد ينتج عن ذلك مزيجًا من الهلوسة والأوهام والتفكير والسلوك غير الطبيعي الذي يضعف قدرة المراهق على التركيز والقيام بمهامه اليومية.
الفصام في مرحلة المراهقة هو نفس الفصام الذي يصيب البالغين، لكنه يحدث في وقت مبكر من الحياة وله تأثير عميق على سلوك الطفل وتطوره.
الفصام هو حالة مزمنة تتطلب علاج مدى الحياة وقد يساعد تحديد وبدء علاج هذا المرض لدى المراهقين في وقت مبكر إلى تحسين حالته النفسية والعقلية على المدى الطويل.
أعراض الفصام لدى المراهقين
تشبه أعراض الفُصام لدى المراهقين الأعراض عند البالغين ، ولكن قد يكون من الصعب التعرف على هذه الحالة في هذه الفئة العمرية. قد يرجع ذلك جزئيًا إلى أن بعض الأعراض المبكرة لمرض انفصام الشخصية عند المراهقين تشبه علامات التغيرات الهرمونية التي تؤثّر على نفسيتهم وسلوكياتهم. ولكن يمكن أن نذكر بعض الأعراض الشائعة مثل:
– الهلوسة: تتضمن هذه عادة رؤية أو سماع أشياء غير موجودة.
– الأوهام: أي المعتقدات الخاطئة التي لا تستند إلى الواقع. على سبيل المثال ، يعتقد المراهق أنهي تتعرض للأذى أو المضايقة ؛ أو أن شخصاً واقعاً بحبه أو أن كارثة كبرى على وشك الحدوث…
– الأعراض السلبية: هذا يشير إلى عدم القدرة على التصرف بشكل طبيعي. على سبيل المثال ، قد يهمل المراهق نظافته الشخصية أو أنه يتهرّب من الإتصال بالعين ، لا يغيّر تعبيرات الوجه ، يتكلم في رتابة ، أو لا يضيف حركات اليد أو الرأس عند التحدث . أيضاً ، تنخفض رغبته في الانخراط بالأنشطة ، مثل فقدان الاهتمام في الأنشطة اليومية ، العزلة الاجتماعية …
علاج الفصام لدى المراهقين
الأدوية
معظم مضادات الذهان المستخدمة عند المراهقين هي نفس تلك التي يتم وصفها للبالغين المصابين بالفصام. الأدوية المضادة للذهان غالباً ما تكون فعالة في إدارة الأعراض مثل الأوهام، والهلوسة، وفقدان الرغبة ونقص العاطفة.
بشكل عام، الهدف من العلاج بمضادات الذهان هو لإدارة الأعراض بفعالية بأقل جرعة ممكنة. مع مرور الوقت، اعتمادا على الأعراض، قد تساعد الأدوية الأخرى أيضاً في السيطرة على الاعراض، مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق. قد يستغرق الأمر عدة أسابيع بعد البدء في تناول الدواء لملاحظة تحسن في الأعراض.
العلاج النفسي
بالإضافة إلى الأدوية، يمكن أن يساعد العلاج النفسي، الذي يسمى أحيانًا العلاج بالكلام، في السيطرة الأعراض كما ويساعد الأهل في التعامل مع المراهق. قد يشمل العلاج النفسي ما يلي:
– العلاج الفردي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي المراهق على تعلم طرق للتعامل مع الإجهاد والتحديات اليومية التي يسببها مرض انفصام الشخصية. يمكن أن يساعد العلاج في الحّد من الأعراض و تكوين صداقات والنجاح في المدرسة او الجامعة.
العلاج الأسري: قد يستفيد المراهق والعائلة من العلاج الذي يعمل على تحسين التواصل وحل النزاعات والتعامل مع الإجهاد المتعلق بحالة المراهق.