هذه الصداقة موجودة.. ولكن؟
لدى الرّجال والنّساء أهداف ورغبات مختلفة جداً في صداقاتهم مع الجنس الآخر؛ فعلى الرّغم من أنّ الطّرفين يبحثان عن رفيقٍ وصديق وليس أكثر من ذلك ولكن قد تختلف الخطط ويتحوّل الأمر إلى علاقةٍ عاطفيّة بدل الصداقة المرجوّة.
ويبدو أنّ الرّجال يميلون لتحويل الصّداقة إلى علاقةٍ عاطفيّة أكثر من النّساء، اللواتي يملنَ إلى تفضيل الصّداقات التي توفّر لهنّ الحماية والدّعم المعنوي.
إنّ الصداقة بين الرّجل والمرأة موجودة فعلاً وهي حقيقيّة وتتجلّى من خلال مدّ الجسور مع الآخر وحقيقة أنّ العلاقات التي تربط البشر تذهب إلى أبعد من الإنجذاب الجسدي.
لمَ تفشل الصداقة بين الرّجل والمرأة؟
ليست كلّ علاقةٍ تربط رجلاً بامرأة هي علاقة حبّ، إذ أنّ الصداقة ممكنة ولو أنّها تفشل في بعض الأحيان نتيجة النّظرة الاجتماعيّة وأسبابٍ متنوّعة.
نعدّد في السّطور التالية أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى فشل هذا النّوع من الصّداقات:
– عدم تقبّل المجتمع: يلعب المجتمع دوراً أساسياً في تحويل الصّداقة إلى علاقةٍ عاطفيّة؛ إذ أنّ نظرة المجتمع والمحيطين لهذه العلاقة تزيد من التّوتر وتضع العلاقة محلّ شكّ وتساؤلٍ دائم.
– سببٌ عصبيّ: هناك صلةٌ عصبيّة تربط الفهم العاطفي بالانجذاب نحو الآخر، وكلمّا ارتفع فهم الرّجل لمشاعر امرأةٍ معيّنة، زادت نسبة إعجابه بها وانجذابه إليها عاطفياً.
– الحاجة إلى العاطفة: لا يستطيع بعض الأشخاص إدارة علاقة صداقةٍ مع الجنس الآخر بسبب الحاجة إلى العاطفة، فتكون النتيجة اختلاط الأوراق وتطوّر الأمر بالاتجاه العاطفي.
– الثّقة المتبادلة: قد تكبر الثقة المتبادلة بين الطّرفين إلى حدّ يجعلهما يستسلمان للحبّ وللعلاقة العاطفيّة.
– استغلال الصّداقة: قد يتمّ استغلال الصّداقة عن طريق اعتبار أنّها الطّريق إلى قلب الآخر على قاعدة أنّ أجمل وأعمق العلاقات العاطفيّة هي تلك المبنية على أسس الصداقة، لكن هذا الأمر لا يكون متاحاً دائماً في حال كان الطرف الآخر لا يتشارك نفس المشاعر والأفكار.
أخيراً فإنّ الصداقة بين الرّجل والمرأة حقيقيّة ولا يُمكن غضّ النّظر عن وجودها، إلا أنّ تحوّلها إلى حبّ أو انجذابٍ عاطفي أو جنسي ليس مستبعداً، وقد يحصل ذلك في معظم الأوقات من قبل طرفٍ واحد