في البداية .. نعم .. ثم توفي والدي حين كان إياد مسافرا من أجل العمل و سقط الجنين .. و لم .. لم أخبر إياد .. لأني خشيت أن يتركني إن علم بالأمر خصوصا بعد وفاة والدي فاخفيت الأمر عنه .. لكنه علم بالأمر في النهاية بعد أن سمعني أكلم صديقتي على الهاتف و كان سيطلقني .. لكني أخبرته أني سأنتحر لو تركتني لأني كنت قد أحببته حقا .. أحببته بكل جوارحي… فأخبرني حينها أنه يرغب في العودة للوطن فلم أناقشه في الأمر و عدت معه .. و حينها فقط أصبحنا نعيش كزوجين .. و أردت أن يبادلني نفس الحب الذي أحبه، لكني لم أكن أعلم أن قلبه تسكنه أخرى ..
– و كيف علمت أنها أنا ؟
– كنت قد سألته مرة عن أكثر اسم يحبه فأخبرني أنه ” ريم ” و عندما عدنا للوطن أخبرت خالتي أني لو رزقت بفتاة فسأسميها ريم كما يريد إياد، فغضبت و صرخت في وجهه إن لم يكن لها مكان في بيتك فلا حاجة لها أن تحمل اسم ابنتك .. و عندما سألته أخبرني أنها قصة قديمة لا داعي للكلام فيها .. غير أنها لم تكن قصة قديمة .. و حين رأيتك و رأيت فرحة الجميع بك علمت أنك هي .. صدقيني يا ريم .. أنا لا أكرهك .. انا .. أنا أكره حبه لك .. أكره حقيقة أنه لن يحبني يوما كما أحبك .. لكني لا أستطيع العيش بدونه .. و لا يستطيع طفله العيش بدونه ..ساعديني .. من فضلك .. من أجل الجنين الذي بين أحشائي ..
– حسنا .. سأكلمه .. أعدك ..
لم أعد أعلم على من أشفق .. على سارة .. ضحية فرنسا التي لم تنجح في الحفاظ على هويتها و انجرفت مع تيار الحرية، حتى تزوجت في النهاية شخصا وهبها الأمان لكنه لم يهبها الحب و تخلى عنها و عن طفلها عند أول غلطة .. أم عليه .. على إياد الذي دفعته المروءة للزواج من فتاة لا يحبها و لا يريدها، و بقي ممزقا بين حبه القديم و واجبه كزوج .. أم على نفسي .. أنا من قضيت سنين أعيش على أمل مبتور .. في أن يعود إلي .. أنا من عشت على فرضيات لا صحة لها .. ثم وجب علي الآن أن أصلح بين من أحب و امرأة أخرى ..