قبل الولادة
أكدت دراسةٌ حديثة أن الضّيق النّفسي الذي تعيشه أثناء انتظار مولودكَ يؤثّر في التطوّر السّلوكي والعاطفي لطفلكَ. وركّزت نتائج هذه الدّراسة على حقيقة كون صحّتكَ العقليّة عاملاً هاماً في تطوّر طفلكَ على الرّغم من الاعتقاد السّائد بتأثير حالة الأم فقط على طفلها .
يُعتقد بارتباط حالتكَ النفسيّة بالهرمونات المُفرزة عند الأمّ الحامل والمؤثّرة في الوقت نفسه على نومها وصحّتها النفسيّة، كما أنّ حالتكَ النّفسية بعد ولادة الطّفل لها تأثيرٌ قويّ على سلوكه.
اشتملت الدراسة على 31 ألف طفلٍ وذويهم في النروج وتمّ سؤال الآباء عن حالتهم النفسيّة وفي ما إذا كانوا يشعرون بالخوف أو الاكتئاب بعد مرور 4 إلى 5 أشهرٍ على حمل زوجاتهم.
كما أفادت الامّهات بمعلومات حول صحّتهم النّفسية أثناء الحمل وتطوّر طفلهم العاطفي، السلوكي والاجتماعي ببلوغه عامه الثالث؛ فثبت ان 3 في المئة من الآباء أكّدوا إجهادهم النفسي الحادّ أثناء حمل زوجاتهم وفي الوقت ذاته كان أطفالهم أكثر عاطفيّة قبل بلوغهم سنّ الثالثة.
في التّربية
غالباً ما تحكم الظّروف على الأب ألا يكون موجوداً كثيراً مع أبنائه على خلاف الأمّ، فإذا حصل معكَ هذا الأمر تأكّد انّ سلوكياتكَ التي يراها طفلكَ ويسمع عنها وآرائكَ في الحياة وطريقة تعاملكَ مع الآخرين خصوصاً مع الأمّ وردود أفعالكَ، كلّها عوامل تؤثّر بشكلٍ كبير في تنشئة الطّفل بشكلٍ سويّ ومتّزن أو العكس.
كن جزءاً أساسيّاً من حياة طفلكَ
لكي تؤثّر إيجاباً في سلوك طفلكَ، لا شكّ في انّ عليكَ القيام ببعض الأمور أهمّها:
– أشعره بالحبّ: احرص على ان تجعل طفلكَ يشعر بالاهتمام والحبّ والحنان.
– كن موجوداً في المناسبات: بقدر المستطاع، حاول ألا تتغيّب عن المناسبات خصوصاً الهامّة في حياته.
– تابع اهتماماته: ينبغي أن تعرف بعض التّفاصيل الخاصة عن طفلكَ وحياته المدرسيّة والاجتماعيّة وما هي الأمور التي يحبّها والأشخاص الذين يشعر معهم بالارتياح وما هي هواياته المفضّلة.
بعد قراءة هذه السّطور، إحرص على ان تتقرّب أكثر من طفلكَ لأنّ غيابكَ من شأنه ان يؤثّر سلباً في تطوّر شخصيّته كما انّ ذلك يؤثّر مباشرةً على سلوكه اليوميّ وعاداته.