في عالم ينمو بشكل سريع، يشهد مجال الطبّ ثورة لم تُعهد من قبل اليوم. ومن الإبتكارات التي ستغيّر مجرى الحياة، الإستخدام المتزايد لتكنولوجيا الخلايا الجذعية التي تشكّل نقلة نوعية في عالم الطبّ. فالتطوّرات التي تحملها لا يمكن مقارنتها إلا بما كان له الأهمية نفسها من قبل أي إكتشاف المضادات الحيوية!
فمنذ ثلاثين سنة وحتّى اليوم، يدرس الباحثون والعلماء فوائد الخلايا الجذعية. من العضلات والمفاصل الى الأمراض المزمنة، تكنولوجيا الخلايا الجذعية أظهرت قدرتها على حفظ حياة الكثير من الأشخاص. وهذه التكنولوجيا تقدّم الكثير من المكاسب للبشرة، وذلك لأنّه يمكن إستخدامها في ظروف متعدّدة ولعلاج العديد من الحالات. فالرياضيون يمكن أن يلجأوا اليها للتعافي من إصابة والأشخاص الذين تعرّضوا لحروق يمكن أن يستفيدوا منها للتخفيف من الندبات، وغيرها الكثير من المنافع ايضاً!
الفرق بين خلايا البالغين وخلايا دم الحبل السري
وهنا نعود الى بداية إستخدام الخلايا الجذعية لأهداف طبّية، فالتكنولوجيا كانت ترتبط فقط بالأجنة. لكن ذلك تغيّر، وبرزت العديد من السبل للإستفادة منها. فاليوم، الخلايا الحيّة المستخدمة في العلاجات هي إما تعود لبالغين أو تكون مأخوذة من دم الحبل السري. النوع الاول يؤخذ من الأنسجة مثل نخاع العظم من خلال إجراء مؤلم وغازي.
وكلّما تقدّمنا بالسنّ، فالخلايا الجذعية تشيخ أيضاً. ومع التعرّض للسموم، الأشعة وغيرها من الملوّثات المحيطة بنا، تخسر هذه الخلايا من قوّتها. لذا فإنّ الخلايا المأخوذة من دم الحبل السرّي هي الخيار الأفضل، وللتأكد من فعاليتها يتمّ فحصها لتشخيص أي مرض أو مشكلة جينية.
وهذه الخلايا لها العديد من المنافع، لأنّها لم تتعرّض بعض للسموم التي تؤثر بالبالغين، فتكون حيوية وصحّية. وتساعد هذه الخلايا بشكل خاص على تعزيز مناعة الجسم، لذا تعتبر من العناصر المهمّة جداً في علاج أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، مرض الكرون، التهاب الجلد والوهن العضلي الوبيل.
تطول لائحة المزايا الخاصة بالخلايا الجذعية، وهناك دائماً اكتشافات جديدة لأمراض يمكن ان تعالج بواسطتها مثل الذئبة، داء الطعم حيال الثوي والتصلب العصبي المتعدّد.