لا شكّ في انّكِ تريدين لطفلكِ أن يكون ناجحاً في حياته في المستقبل، ولكنّ هذا المستقبل يبدأ من المدرسة؛ حيث قد تؤثّر العلامات المدرسيّة على شخصيّته وقد تمنعه أحياناً من التّطوّر لتحقيق طموحاته.
الأهل والعلامات المدرسيّة
ينتظر الأهل كلّ نهاية فصلٍ دراسيّ للإطّلاع على علامات أطفالهم المدرسيّة؛ إلا انّ اهتمامهم هذا لا ينبغي ان ينحصر فقط بالعلامات لا سيّما إذا كانت سيّئةً.
في هذه الحالة، على الأهل ان يكونوا مدركين لأهمّية تطوير مهارات أطفالهم؛ فإلى جانب العلامات المدرسيّة لا يجب ان ننسى المهارات الحياتيّة والاجتماعيّة للأطفال، وحسن التّصرّف واللياقة في التّعاطي مع الآخرين، فهذه العوامل تُعتبر مكوّناتٍ ضروريّةً لحياةٍ ناجحةٍ وسليمة.
كذلك، يجب على الأهل التّركيز على إنجازات أطفالهم أكثر من تركيزهم على علاماتهم المدرسيّة؛ لأنّ ذلك يؤثّر سلباً على صحّتهم ونمط عيشهم ويحمّلهم أعباء التّوتر والقلق.
الرّهاب والاكتئاب
عند التّشديد على العلامات المدرسيّة للطّفل، قد يُصاب هذا الأخير بالاكتئاب خصوصاً إذا كان يحاول مراراً وتكراراً التّقدّم ولكن من دون جدوى لأسبابٍ عدّة.
كذلك، فإنّه قد يُصاب بالرّهاب من المدرسة؛ حيث يتمّ تصنيفه كلّ يومٍ وكأنّه مادّةٌ يكثر الحديث عنها سلباً أو إيجاباً بحسب علاماته المدرسيّة، ما يؤدّي بالتّالي إلى تراجع علاماته أكثر فأكثر.
دراسةٌ جديدة تدعو لإلغاء العلامات
أجرت مؤسسة “جل أسيسمنت” البريطانية المتخصّصة في مراجعة العمليّة التّعليميّة دراسةً حديثة، أوصت من خلالها بأن يتوقّف المعلّمون عن وضع علامات جيّد ومتوسّط وضعيف وغيرها، لتوضيح أداء الطّلاب في المدرسة.
واعتبرت الدّراسة، أنّ ذلك يؤثّر على نفسيّة الأطفال ويحرمهم من الوصول إلى الأداء الأفضل في التّعليم كلّما تمّ تصنيفهم. وأكّدت أنّ هذا التّقسيم المتدرّج أو تصنيف الأداء يعيق التّلميذ عن تحقيق كامل القوّة الكامنة داخله أو الطّاقة القصوى من إمكانيّاته؛ بحيث يعطي نتائج سلبيّةً بدلاً من ان تشكّل هذه العلامات دافعاً لتطوّره.
حتّى المدرسة التي تُعدّ المكان الأساسي للتّربية قد تُشكّل في بعض الأحيان عبءاً نفسيّاً إضافيّاً للطّفل إذا لم يُجيد المدرّسون التّعامل معه، إضافة إلى قلّة التّنسيق مع الأهل بشأن الطّفل وشخصيّته.