مرض السلّ هو مرض جرثومي، تسبّبه جرثومة المتفطرة السلية، حيث تهاجم هذه الجراثيم الرئتين، وبمقدورها أن تسبّب الأذى في أجزاء أخرى من الجسم. ينتقل داء السلّ في الهواء، وذلك عندما يسعل شخص مصاب أو يتكلم. وعندما يصيب السلّ طفل يسمى سلّ الأطفال. وفي كل سنة، يموت بسبب هذا النوع من السلّ حوالي ٥٠٠ ألف طفل في العالم.
العدوى بين الأطفال
بما أنّ الطفل المصاب يخرج عدد قليل فقط من العصيات في أثناء زفيره، فإنه لا يعدي بالمرض إلا من يسكن معه لمدة شهر أو أكثر. كما لا ينتقل السلّ عبر الأغراض الشخصية للطفل المصاب عادة مثل الملابس أو السرير.
أعراض السلّ عند الأطفال
في بداية الإصابة، لا تظهر أعراض السلّ عند الأطفال. ولا توجد علامات حتى على صورة الصدر بالأشعة السينية، ولكن يمكن أن يشكو الطفل بين فترة وأخرى من ضخامة في العقد اللمفاوية أو ربما من سعال خفيف. يمكن أن يسبّب السلّ للطفل التهاب السحايا وعدوى في الأذنين والكليتين والعظام والمفاصل. يقتل الجهاز المناعي للجسم العصيات، كما تقتل في هذه المعركة بعض خلايا الجسم ثم تتجمع كل الخلايا الميتة معاً وتشكل ما يسمى الورم الحبيبي. مع موت المزيد من النسيج الرئوي وتزايد حجم الورم الحبيبي، تظهر التكهفات أو الأجواف في الرئة، وهذا ما يسمح بخروج الكثير من العصيات وانتشارها في الجو عندما يسعل الطفل.
التشخيص
الطريقة الوحيدة لتشخيص السلّ عند طفل هي إجراء اختبار السل الجلدي، وهو اختبار بسيط لا يتجاوز الألم فيه ألم لسعة النحلة. في اختبار الجلد يتم حقن مادة تدعى بي بي دي تحت الجلد في منطقة الساعد، حيث نفحص مكان الحقن بعد ٤٨-٧٢ ساعة. فإذا تشكّل تورم أحمر في مكان الحقن، فهذا يعني أنّ لدى الطفل مرض السلّ.
علاج السلّ
إذا لم يعالج الطفل، فإنّ السلّ الفعّال يمكن أن يكون قاتلاً. فيكمن نجاح معالجة السل في التعاون بين الطفل والأهل والطبيب. ويتطلب علاج السلّ أكثر من دواء ولمدة سبعة أشهر. والأدوية المستخدمة في علاج السلّ عادة هي الإيزونيازيد أو الريفامبين أو البيرازيناميد أو الإيثامبوتول أو الستربتوميسين. إذا لم يعط الطفل الأدوية بالوتيرة الصحيحة والمدة الموصوفة، يمكن أن تصبح الجراثيم مقاومة للعلاج. لهذا، من المهم جداً الالتزام بتعليمات الطبيب.