الإنجاب بالنسبة للزوجين نعمة كبيرة، ولكن وعند فشل كل المحاولات، يبقى التبنّي الفرصة الوحيدة التي تتيح للأهل فرصة تربية ولد، وتتيح للولد في المقابل فرصة النشوء مع أهل وضمن إطار العائلة. ولكن مفهوم التبنّيقد يأتي بثقلٍ على الأولاد والأهل على حدٍّ سواء. فما هي أهم طرق التعامل مع الطفل المتبني؟
متى يفضّل إخبار الطفل المتبنى بحقيقة وضعه؟
يفضل إخبار الطفل بالتبني بحقيقة أمره من سن 2 الى 4 سنوات حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن هذا العمر هو الأنسب، رغم خوف كثير من الأسر من مغبة إخبار الأطفال بالحقيقة. فإن تأجيل إخبار الطفل الحقيقة حتى يصل إلى سن المراهقة خطأ كبير، وإن إخباره الحقيقة وهو في سن صغيرة أفضل لأن الطفل لا يفهم معنى الموت أو الفقدان، كما أن طريقة الإخبار تؤثر كثيراً في نفسية الطفل.
إنعدام الثقة مشكلة أساسية تواجه الطفل المتبنى!
أول مشكلة قد تواجه الطفل بالتبني هي عدم الثقة بالنفس، لأنه يشعر بأنه مختلف عن الآخرين ويعاني من النقص، كما أنه يفقد الانعدام في التحكم الداخلي، ويبدأ الظن أن رغباته يحكمها تحكمات المجتمع، لا ما يريده هو.
هنا يلعب الأهل الذين يتبنّون دورًا رئيسيًا في التخفيف من معاناة الأولاد، لذلك من الضروري عليهم متابعة تجارب مماثلة عاشتها عائلات أخرى للتعلّم منها. فذلك الموضوع كفيل بمعرفة التعاطي مع الأولاد وخاصّة أولئك الباحثين عن أصلهم.
إلى ذلك، إنّ البحث عن مساعدة خارجيّة من معالجين نفسيّين يمكن أن يساهم في التخفيف من مشاعر الذنب، القلق، الخوف والكآبة التي قد يواجهها الأولاد، أو التخفيف من العبء الداخلي الذي يشعر به الولد الباحث عن جذوره. كما أنّ المناقشة والمساعدة خلال البحث عن الأهل البيولجيّين قد يخفّف شعور الأولاد بالذنب وعدم الإخلاص تجاه الأهل المتبنّين.
العدوانية أمر متوقع عند الطفل المتبنى
الطفل المتبني بعد أن يعرف حقيقة تبنيه، تحدث لديه ازدواجية في الانتماء يجدها في خياله بين الأبوين الحقيقيين والأبوين المتبنيين. وربما يحل هذا الصراع بتوجيه عدوانه إلى أحد طرفي الصراع، وبما أن الأبوين الأصليين غير متاحين، فهو غالباً يخرج عدوانه نحو الأبوين المتبنيين.
ويظل الطفل المتبني يحلم برؤية أبويه الأصليين ويسعى لذلك كثيراً، وحين يقابلهم أو يقابل أحدهم لا يشعر ناحيتهم بمشاعر قوية ولكنه يطمئن إلى هويته وأصله. ويجب أن يحتفظ بعلاقة ما تضمن له استمرار ذلك على الرغم من عدم شعوره بالحب لهم.
أخطاء قد تقع فيها الأسرة البديلة بعد التبني
أخطاء كثيرة قد ترتكبها الأسرة البديلة خلال التعامل مع الطفل المتبنى، ومن أبرزها:
– الدلال الزائد: إذا كانت الأسرة قد عانت لفترة طويلة الحرمان من طفل بسبب العقم، فيحتمل أن يحوطوا هذا الطفل القادم بالدلال المفرط فينشأ أنانيًا كثير المطالب، غير قادر على تحمل المسؤولية.
– الحماية الزائدة: يلعب الأهل الذين يتبنّون دورًا رئيسيًا في التخفيف من معاناة الأولاد، وهنا يكون الحرص والخوف الشديد عليه، مع إحاطته في كل تحركاته فينشأ إعتمادياً خائفاً.