يُعد الحمل من أكثر الأحداث المميزة في حياة المرأة، ولكنه قد يصبح تحدياً صعباً عندما يأتي في وقت غير متوقع- بلا موعد- وبلا تخطيط، ما يجعله تجربة مثيرة للقلق تحمل بداخلها مشاعر متناقضة بين الفرح والصدمة، بالإضافة إلى العديد من التأثيرات الصحية والنفسية.
في هذا التقرير نتعرف إلى أسباب الحمل غير المتوقع على صحة الأم النفسية والجسدية، وكيف يمكن التعامل مع هذه التجربة بطريقة إيجابية تحافظ على سلامة الأم والجنين
ما هو الحمل غير المتوقع؟
حامل تستقبل بتعبير وجهها خبراً غير متوقع
الحمل غير المتوقع هو الحمل الذي يحدث دون تخطيط مسبق أو استعداد نفسي وصحي له، غالباً ما يرتبط ذلك بعوامل مثل نقص الوعي باستخدام وسائل منع الحمل، أو فشلها، أو الظروف الحياتية التي تجعل الحمل غير ملائم في وقت معين.
وبينما يمكن أن يكون الحمل غير المتوقع نعمة تُغير مسار الحياة للأفضل، فإنه قد يؤدي إلى تحديات كبيرة على صحة الأم الجسدية والعقلية، خاصة إذا كانت الأم غير مستعدة لمواجهته صحياً أو نفسياً آو حتى مادياً.
ماذا تفعلين إذا نسيت حبة منع الحمل؟
أسباب تأخر الحمل
حامل تتناول حبة دواء
سؤال تطرحه كل زوجة على نفسها بعد مضي عدة أشهر ولم يتم الحمل بعد، واستفسار يثار بذهن الأهل عند كل زيارة، بينما الحقيقة الطبية تؤكد أن هناك أسباباً كثيرة طبية ونفسية وثالثة ترتبط بالوزن وراء تأخر الحمل وهي:
عدم معرفة الوقت المناسب للتبويض:
أحياناً كثيرة لا يحدث الحمل أثناء فترة الخصوبة والإباضة، وذلك نتيجة لمحاولات الحمل في الوقت غير المناسب خلال الشهر، حيث إن فرصة حدوث الحمل تكون أكبر من غيرها خلال أوقات محددة، لذلك تجب استشارة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الإضافية؛ لتحديد سبب عدم حدوث الحمل وتنظيم الوقت المناسب.
التقدم في العمر
إن العمر قد يكون أحد أسباب تأخر الحمل، حيث إنه فوق سن 35 عاماً تقل فرصة الحمل، وبحلول سن الأربعين تقل فرصة الحمل لتصبح فرصة واحدة من كل 10 للحمل كل شهر.
مشكلات قناة فالوب:
بعض النساء قد تواجه مشكلات في قناة فالوب، مثل: انسداد القناة، مما يمنع حدوث الخصوبة والزرع من اجل الحمل بشكل صحيح، أو تحدث مشكلات أخرى تمنع حدوث الحمل.
استخدام وسائل تنظيم النسل:
بعض أنواع تحديد النسل قد تؤثر على الخصوبة، مثل: حقنة منع الحمل والتي تمنع حدوث الحمل لأشهر، وفي الغالب لا تحدث الإباضة إلا عندما تصبح الدورة الشهرية أكثر انتظاماً.
مشكلات طبية أخرى:
بعض الحالات الطبية الأخرى قد تؤثر على خصوبة الحمل، مثل: المبيض المتعدد الكيسات، انتباذ بطانة الرحم، الإجهاض المتعدد سابقاً، زيادة الوزن، اختلال وظائف الغدة الدرقية.
الإفراط في الإجهاد:
كثيراً ما يؤثر التوتر على الصحة جسدياً وعقلياً، وقدرتك على الحمل، كما يمكن أن تؤدي الاضطرابات العاطفية الأخرى مثل،
الاكتئاب والقلق إلى خفض مستويات الخصوبة.
مشكلة الرجل:
أحد الأسباب الرئيسية للعق، تأتي من جانب مشاكل الرجل الزوج، حيث إن 30% أو 40% من أسباب العقم تكون بسبب الزوج.
الملابس..ضيقة جداً:
ترتدي بعض النساء ملابس ضيقة للحصول على الشكل المناسب وإبراز شكل الجسم، ولكن معها يقل دوران الهواء، ما يؤدي إلى عدم الراحة أو وجود التهابات، والأفضل ارتداء الملابس القطنية الواسعة لتجنب العدوى والمشاكل المتعلقة بالعرق والرطوبة، والسماح بالتنفس والاسترخاء.
قلة النوم:
النوم أحد دعائم الصحة
يؤدي الحرمان من النوم إلى إجهاد وإرهاق الجسم، وهذا يزيد من فرص الإصابة بالعدوى التي تؤثر على جهاز المناعة، والدورة التناسلية أيضاً.
نقص أو زيادة الوزن
النحافة الزائدة وسوء التغذية أو السمنة الشديدة تؤثر على فرص الحمل، وتعيق الخصوبة، حتى لو كانت الإباضة منتظمة، لذلك فان الوزن المثالي للجسم هو الأفضل.
التأثيرات الصحية للحمل غير المتوقع على الأم
ضرورة المتابعة الطبية للحامل
نقص الرعاية الطبية المبكرة، الحمل غير المتوقع قد يؤدي إلى تأخر الأم في زيارة الطبيب للحصول على الرعاية الطبية اللازمة في بداية الحمل، ما يزيد من مخاطر المشكلات الصحية مثل: عدم اكتشاف حالات طبية خطيرة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، بجانب زيادة احتمالية تعرض الجنين لمشاكل النمو.
الإجهاد الجسدي، إذا كانت الأم تعاني من حالات صحية مزمنة أو مشاكل جسدية، فقد يؤدي الحمل غير المتوقع إلى تفاقمها، وتشمل هذه المشكلات: زيادة الضغط على القلب والأوعية الدموية.
مضاعفات الحمل، مثل تسمم الحمل أو سكري الحمل، زيادة التعب والإرهاق، خاصة إذا كانت الأم تعاني من سوء التغذية أو ضعف اللياقة البدنية.
زيادة احتمالية الحمل عالي الخطورة، النساء اللواتي يواجهن حملاً غير متوقع قد لا يكن مستعدات صحياً، ما قد يزيد من خطر تعرضهن لحمل عالي الخطورة، خاصة إذا كان عمرهن صغيراً جداً أو كبيراً جداً، أو إذا كان لديهن تاريخ من الولادات المبكرة.
نقص التغذية، قد تهمل الأم تناول الغذاء الصحي أو المكملات الغذائية الضرورية، إما بسبب عدم إدراكها لحملها أو نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية، هذا النقص قد يؤثر على نمو الجنين وصحة الأم.
مشاكل ما بعد الولادة، الحمل غير المتوقع قد يؤدي إلى ضعف الاستعداد للولادة وما بعدها، مما يزيد من المخاطر مثل: اكتئاب ما بعد الولادة، مع ضعف في استعادة الصحة الجسدية والنفسية.
التأثيرات النفسية للحمل غير المتوقع
القلق والتوتر: الحمل غير المتوقع غالباً ما يصاحبه شعور بالخوف من المستقبل، خاصة إذا كانت الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية صعبة.
الاكتئاب: يمكن أن يؤدي الشعور بعدم الجاهزية للحمل إلى أعراض اكتئاب قد تؤثر على صحة الأم وقدرتها على التعامل مع متطلبات الحمل.
الشعور بالذنب: قد تعاني الأم من الشعور بالذنب بسبب عدم التخطيط للحمل، مما يسبب لها ضغوطاً إضافية تؤثر على حالتها النفسية.
التأثير على العلاقات: الحمل غير المتوقع قد يؤدي إلى توترات في العلاقة الزوجية أو مع أفراد الأسرة، خاصة إذا كان هناك خلاف حول توقيت الحمل.
تأثير الحمل غير المتوقع على الحياة اليومية للأم
تضطر الأم لإعادة ترتيب أولوياتها، ومواجهة تحديات جديدة.
يزيد من الأعباء والضغوط المالية، خاصة إذا لم تكن الأم مستعدة مادياً.
تغيير الخطط المهنية أو التعليمية؛ فقد تضطر الأم لتأجيل دراستها أو التراجع عن تقدمها الوظيفي.
تعاني من الإرهاق النفسي والجسدي، بسبب التعامل مع الحمل ومع مسؤوليات الحياة اليومية في وقت واحد.
طرق التعامل الإيجابي مع الحمل غير المتوقع
تجمع الحوامل لممارسة بعض التمرينات
قبول الواقع
أول خطوة للتعامل مع الحمل غير المتوقع هي تقبله كجزء من الحياة، وهذا سيساعد الأم على التركيز على الخطوات القادمة بدلاً من الانغماس في القلق والندم.
طلب المساعدة
التحدث مع شريك الحياة للحصول على الدعم العاطفي والعملي، التواصل مع الأطباء والمتخصصين للحصول على الرعاية الصحية،
طلب المساعدة من الأسرة أو الأصدقاء للتخفيف من الضغوط.
الاهتمام بالصحة
تناول المكملات الغذائية التي يوصي بها الطبيب مثل حمض الفوليك والحديد، الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية المناسبة للحمل.
التخطيط للمستقبل
وضع خطة لتأمين الاحتياجات المالية والصحية خلال فترة الحمل وبعد الولادة، التفكير في طرق للتوفيق بين المسؤوليات العائلية والمهنية.
التركيز على الجانب الإيجابي
التفكير في الجوانب المضيئة للحمل، مثل فرصة بناء عائلة أو إضافة فرد جديد مليء بالحب والفرح، وتذكر أن التحديات الحالية يمكن أن تؤدي إلى نمو شخصي وتعزيز القدرة على التكيف.
الاستعداد النفسي
البحث عن مجموعات دعم للأمهات اللواتي يواجهن ظروفاً مشابهة، والتحدث مع مستشار نفسي إذا لزم الأمر للتعامل مع التوتر أو الاكتئاب.