افعل الخير مهما كان صغيراً” جملة آمرة ولكنها بسيطة وتأسرك، ويمكن توجيهها دعوة لتعليم و تحفيز الطفل على فعل الخير، ما يشيع في القلوب البكر والعقول الصافية حالة من التراحم ومراعاة المحتاج والإقدام على ممارسة الخير، فتصبح عند الكبر أسلوب حياة وسلوك اعتيادي يقومون به ما داموا قادرين.
كيف تحفزين طفلك على فعل الخير؟
أسرة مجتمعة تطالع مجموعة من القصص
شجعي طفلك على مساعدة الآخرين: ابحثي معه على أشد الأشخاص حاجة للمساعدة، واجعليه يضع خططاً لكيفية مساعدة هذا الشخص سواء بتلبية احتياجاته من طعام وشراب أو إعطائه بعض الأموال حتى لو مبلغ بسيط.
قومي بتعزيز التعاطف والرأفة لدى طفلك: عن طريق القراءة وسماع الحكايات، واجعليه يضع نفسه دائماً مكان الشخص المحتاج؛ حتى يشعر بمدى الألم الذي قد يلحق به من هذا الاحتياج، ما يجعل الطفل يشعر باحتياج وظروف كل شخص.
علمي أبناءك وحثيهم على التطوع: حتى لو في أنشطة بسيطة تابعة لمدرستهم أو للنادي، ولا مانع من إعداد رحلات تطوعية تقومين بها معه، كزيارات المستشفيات أو دور الأيتام والمسنين ومراكز إعادة التأهيل.
عاملي طفلك بأدب واحترام وتقدير لشخصيته: وهذا يجعله يحترم الغير حتى لو مختلف معهم، بل ويجعله هادئاً في انفعالاته ويقدم على فعل الخير بمنتهى الهدوء، ويكون محباً لذلك.
حكايات قبل النوم..لازالت تحتل الصدارة في دفتر العادات المحببة للطفل في عالمنا العربي، فقصة الأم أو الجدة ليست مجرد كتاب ملون وشخصيات خيالية أو حقيقية، بل هي أدوات تعليمية قوية للطفل، تحكيها الأم مرة والجدة مرات، القصص تحمل بين أوراقها فوائد جمة، و تأثير عميق على نمو وتطور مهارات وقدرات الأطفال، وتسهم في بناء شخصيتهم وتعزز خيالهم، بل وتعتبر وسيلة فعّالة لتوصيل المعلومات والقيم بطريقة مشوقة وممتعة. والآن إليكم أجمل ما قرأت؛ 3 قصص مشوقة عن فعل الخير:
القصة الأولى: أحمد وزهور الحديقة
طفل يحمل الورود لتوزيعها
في قرية صغيرة مليئة بالأشجار والزهور والطيور، كان هناك طفل صغير يُدعى أحمد، وكان يبلغ من العمر 9 سنوات، وكان من أسرة تتمتع ببعض الثراء، وكانوا يعطونه مصروفاً يومياً ليس صغيراً، فكان يصرف بعضاً منه ويدخر الباقي، وكان أحمد طيب القلب يحب فعل الخير للناس؛ وفي أيام إجازته المدرسية كان يجمع الزهور الجميلة من الحديقة ويهديها لكبار السن في القرية، مما يجلب البهجة والسعادة لقلوبهم.
وكان الطفل أحمد يرتدي دائمًا ملابس ساطعة وملونة تعكس سعادته الدائمة، وفي يده كان يحمل باقة من الزهور الطازجة التي قطفها بنفسه، فكانت تلك الزهور تعبيرًا عن حبه واهتمامه بالآخرين، و كان يقدمها للأصدقاء والعائلة وحتى للأشخاص الذين يمر بهم في الطريق.
وبعد فترة من الزمن اكتشف أحمد في تلك القرية، أن هناك عائلة فقيرة بحاجة ماسة إلى المساعدة، كانوا يعيشون في منزل صغير وليس لديهم ما يكفي من الطعام والملابس، عندما علم الطفل أحمد عن ظروفهم الصعبة، قرر زيارتهم ومساعدتهم بما كان يدخره يومياً في حصالته من زائد المصروف، والذي كان يتزايد يوماً من بعد يوم، بل قرر الطفل أحمد أن يجلب للعائلة الطعام والملابس والحب.
قام أحمد بشراء الأطعمة من السوق واختار الأطعمة التي يحبها الأطفال أيضاً، وبالنسبة للملابس، فقد قام بجمع ملابسه القديمة والنظيفة وأعطاها للعائلة، كما قرر أحمد قضاء وقت معهم ومشاركتهم ألعابه وقصصه المفضلة، وبفضل جهود الطفل أحمد، تحسنت حياة العائلة الفقيرة تدريجياً، ولم يكونوا يعانون بعد الآن من الجوع والبرد، وقد وجدوا الأمل والراحة في حياتهم الصعبة.
تناقل الجميع قصة أحمد وأفعاله الطيبة، فأصبح الطفل بطلاً في القرية وشخصًا محبوبًا لجميع الناس، واستمر أحمد في فعل الخير ومساعدة الناس بكل ما يستطيع، لأنه كان يؤمن أن الخير الذي تربى على فعله يبقى في القلوب وكذلك في قلوب الآخرين إلى الأبد.
العبرة من القصة.. عمل الخير يضعه الله في قلبك ويزرعه الآباء في نفسك بالقدوة والنصيحة، فلا تبخل بتقديم الخير والعطاء ما دمت قادراً، ولا تستصغر قدر عطائك، الحياة تمتلئ بالفقراء وميسوري الحال، وما عليك إلا البحث والمراقبة قبل تقديم الخير، وبقدر ما تستطيع.
القصة الثانية: افعل الخير مهما كان صغيراً
عربة وسط الطريق
في أرضٍ بعيدة كان هناك رجل طيب القلب وصاحب أعمال خير كثيرة، كان يسعى دومًا لعمل الخير للجميع، وفي أحد الأيام وهو يسير في أحد الطرق لاحظ غصن شجرة ممتدًا في وسط الطريق يعترض مرور المارة ويسبب لهم الأذى.
هنا لم يفكر هذا الرجل النبيل في اتهام أحد، ولم يستغرق وقتاً للاستفهام عن من الذي ألقى الغصن هنا أو لماذا، بل اتخذ قرارًا ينم عن رقي أخلاقه ورأفته وإحساسه بالآخرين، و قرر أن يزيل الغصن ألشوكي من الطريق لكي لا يعاني المارة من أذاه ولا يتعرضون للإزعاج، وبفضل هذا الفعل النبيل حظي هذا الرجل بمكافأة عظيمة وثواب من الله كبير.
العبرة من القصة. تعلمنا من هذه القصة الجميلة أن نكون رحماء فنبعد الأذى عن الغير إن استطعنا، وأن نتجنب إيذاء الآخرين بأفعالنا، فالخير ينبعث من قلوبنا ويظهر في أفعالنا.
هذه ..قصة للأطفال: “حسن” وزوج الحمام..ستعجبك
القصة الثالثة: طارق وصديقه عمر
طارق وصديقه عمر
طارق ولد صغير، وقلبه كبير يمتلئ بالحب والخير لكل الناس وبيده يقدم المساعدة ما دام قادراً، عن نفسه يقول: أنا “طارق” عمري 9 سنوات في الصف الثالث الابتدائي، أحب زملائي بالمدرسة؛ أتعامل معهم بحب كما علمتني أمي وشاهدت أبي، أعد حقيبة المدرسة وحدي، وأعمل واجبات المدرسة باهتمام، وأسأل أمي أو أبي إن وقفت أمامي مشكلة، أو لم أجد جواباً لسؤال.
منذ فترة أخبرتني أمي أنها قرأت أن هناك قانوناً يسمح لذوي الحاجات الخاصة بالاندماج مع المتعافين في فصل دراسي واحد من دون عزلة أو تفريق، وصادف أن جلس بجانبي في هذا العام الدراسي تلميذ اسمه عمر، ولكنه كان كفيفاً لا يرى، وتقربت منه، وعندما تأكدت أنه زميل مجتهد وحسن الخلق طلبت من أمي أن تستضيفه بالبيت ليتناول وجبة الغداء معنا هو وأمه بطبيعة الحال.
وأعترف بأنني طوال ساعات اللقاء كنت فضولياً تجاه كل ما يقول ويفعل عمر؛ فلم أتوقف عن ملاحظة كل حركة يقوم بها، وكانت ترشده أمه إليها أو تسانده فيها، كما لاحظت أنها كانت تنتقي له أنواع الغذاء الذي تضعه بطبقه ليتناوله، ويتوافق مع حالته؛ شاهدتها تضع كوب العصير لعمر بمحاذاة الطبق محددة له مكانه، أرشدته إلى طريق الحمام ليغسل يده، وبعد تناول الطعام وجدتها تهمس لي بنوعية الألعاب التي أختارها لألعبها مع عمر دون غيرها.
ومرت الساعات بسلام؛ لعبنا وضحكنا وتناولنا الحلويات، وخرج عمر من منزلنا وهو سعيد فرحان، وتمنينا لو تكررت الزيارة ، ودعاني لمنزله المرة القادمة لنمضي معاً أسعد الأوقات، وقبل ذهابي للنوم شكرت أمي على حسن استضافتها وترحابها بزميلي عمر، ولم أنس أن أخبرها بأن زيارة عمر لبيتنا وجلوسه معنا لساعات حفزتني لأقرر مساعدة عمر بقدر الإمكان؛ بتوضيح بعض الدروس له، والجلوس معه في أوقات الفسحة بالمدرسة لأحكي معه وأسمعه، بدلاً من تركه وحده يجري هنا أو هناك، ويصيبه الأذى من الآخرين من دون قصد، ووافقت أمي وشكرتني على الاهتمام.
والجميل ان أمي لم تكتف بالترحيب بصديقي وإعداد ما لذ وطاب له على الغذاء، فما إن سمعت ما أخبرتها به، وما أنوي فعله مع عمر إلا وأخبرتني قبل أن أنام: هذا ما كنت أنتظره منك يا ولدي الحبيب، وهذا هو المقصود بعمل الخير، وما ستقدمه لعمر سيشعره بالأمان والسعادة وسط العالم المظلم الذي يعيشه.
وعندما ذهبت إلى غرفتي لأنام، ومن دون أن يشعر بي أحد، وجدت نفسي أغمض عيناي وأمدد يديّ للأمام وأنا أسير لأشعر بما يعيشه عمر، فتعثرت في الأثاث ووقعت بطبيعة الحال، وبمجرد أن فتحت عيني وجلست على سريري، تذكرت ما وعدت به أمي تجاه عمر، وزاد إصراري على تنفيذه، و رفعت رأسي للسماء وشكرت ربي على ما أعطاني من نعم كنت أظنها أمراً طبيعياً.
العبرة من القصة: عمل الخير سلوك طيب يشعرك بالسعادة ويسبب الخير للآخرين، والخير قد يكون تقديم طعام أو شراب أو مال، وربما كان الخير في دعم ومساندة الغير.