كيف تعطين الدواء لطفلك

حينما يكون طفلك الصغير مريضا، تكونين متوترة للغاية، تتألمين مكانه، وتحاولين فعل المستحيل كي يتعافى بسرعة، تهرعين به بسرعة نحو الطبيب كي يفحصه ويصف له العلاج الشافي، لكن المعاناة الحقيقية لكل أم تبدأ حين يرفض الطفل العلاج، و تصبح عاجزة أمام هذا المشكل.
يجري محاولا الهرب إلى غرفة أخرى، يختبئ وراء شخص آخر يغلق فمه ويرفض أخذ الدواء بشكل قطعي.
لذا في هذا المقال، سنحاول اليوم مساعدتك سيدتي على جعل هذه المهمة أسهل بكثير بأفكار بسيطة وسهلة.
أولا أهم شيء عليك أن تنتبهي لكلماتك، إن جزءا كبيرا من صعوبة إعطاء الدواء لطفلك، هو كونه لا يفهم لما عليه أخذه، حاولي أن تشرحي له أن الدواء مفيد، تكلمي واشرحي له وسيفهم، لا تعتقدي أنه صغير، بل هو قادر على استيعاب كلامك جيدا، أعطيه بعض الوقت فقط وتحدثي معه، أخبريه أنه مريض وأن الدواء سيساعده على ان يصبح أفضل، وسيزول الألم.
وإياك أن تناقشي مع الأب أو أي شخص آخر الفائدة من الدواء، لأن نقاشكم سيجعله الطفل يشك هو الآخر في فائدة الدواء.
لا تكذبي إطلاقا على طفلك بأن تقولي إن طعم الدواء حلو ولذيذ، أو أنه عصير، لأنك ستخسرين ثقته، وسيصبح الأمر أصعب بكثير في المرة القادمة التي تحاولين فيها إعطاءه الدواء.
لكن المهم أن يفهم أن أخذ الدواء أمر غير قابل للتفاوض على الإطلاق، وأنه مهما بكى ورفض فهو سيأخذه لأنه مفيد لصحته.
قبل أن تعطيه الدواء، حاولي وضع الدواء في الثلاجة، لأنه عندما يبرد قليلا يصبح طعمه أفضل، وإن كان الدواء عبارة عن سائل فاجعليه يشربه بواسطة ماصة، لأن الأطفال يحبونها، أو حاولي أن تعطيه بالتناوب كمية بسيطة من الدواء مع حلوى أو تحلية يحبها لإخفاء مذاق الدواء إن كان مرا.
إن كان طفلك في سن مناسبة للفهم، فمن الممكن أن تقترحي عليه مكافأة صغيرة كاللعب معه، أو نزهة في الخارج إن وافق على شرب الدواء لتشجيعه، أو اقترحي عليه أن يعطي الدواء لدبه أو دميته المفضلة، وأن يأخذه هو الآخر، فهذه الخدعة غالبا ما تنجح مع الأطفال لأنهم يعتبرونها كلعبة مسلية.
إن كان طفلك يرفض نوعا معينا من الأدوية، كأن يخاف من الحقن مثلا أو يرفض شرب الدواء السائل، فاطلبي من الطبيب تغيير الدواء إن كان بالإمكان، وبالخصوص إن كان يجب عليه أن يأخذ الدواء لفترة طويلة.
وفي النهاية، عزيزتي الأم، حاولي أن تكوني صبورة جدا، فهذه المهمة ليست سهلة على الإطلاق، لكنها أمر ضروري، إياك أن تبدئي في الصراخ عليه او تقومي بضربه، فذلك سيجعله ينفر من الدواء أكثر فأكثر، بل تحلي بالصبر، وامنحيه الوقت الكافي وكوني صارمة معه ومع الوقت سيتعود طفلك تدريجيا على أخد الدواء.