تلاحظ الأم أحياناً أموراً غريبة على مولودها الجديد تشعرها بالقلق، وهذه الملاحظات عبارة عن أعراض لا يمكن أن تعد ظواهر مرضية أو مقلقة، ومنها أن مولودها ينام وهو مفتوح العينين وتشعر الأم بالقلق والخوف بشدة بسبب هذه الظاهرة، وتعتقد أن مولودها لديه مرضاً ما أو أن لديه تشوها أو عيباً خلقياً.
من الضروري أن تعرف الأم بعض الأعراض والظواهر التي تعد عادية، ولا يمكن أن توصف بأنها أمراض أو تشوهات وهي تصيبب المواليد ثم تتلاشى من تلقاء نفسها بالتدريج، ولذلك فقد التقت
النوم النشط
مولود نائم
لاحظت ان مولودك الذي لم يمر على ولادته سوى بضع ساعات أو بعد أيام قليلة من خروجه إلى الحياة ينام بطريقة معينة تعرف بالنوم النشط، حيث إن هذا النمط من النوم الذي يبدو فيه المولود نصف مغمض العينين، يعرف عند أطباء مختصين بأنه نمط من انماط النوم غير الناضج، مع وجود حركة في العين تكون سريعة وتعرف بـ (REM)، وهي مرحلة من مراحل النوم التي نرى فيها الأحلام، ويكون هذا النمط من النوم هو حالة النوم السائدة عند المولود، حيث يقضي المولود قدراً كبيراً من الوقت في مثل هذا النمط من النوم، ويبدأ معه في الرحم مع نهاية مرحلة الحمل كما أنه يقضي وقتاً في النوم الهادئ الذي يغلق فيه عينيه جيداً، ثم يتخلص الطفل من النوم النشط ويبدأ نوم المولود يتغير ويتعدل مثل الكبار بالتدريج.
ظهور حب الشباب على الوجنتين وبقع الحليب على الأنف
بقع الحليب على أنف المولود
لاحظت ظهور حبوب حمراء على وجه المولود في الأيام الأولى التي تلي الولادة، وتظهر هذه الحبوب غالباً على الوجنتين وبالقرب من العينين، ويعود السبب لظهورها إلى العامل الهرموني عند الأم، حيث تتسرب نسبة من الهرمونات الأنثوية إلى جسم الطفل فتبدو الحبوب الحمراء على هذه المناطق من وجهه، ويطلق عليها علمياً مصطلح حب الشباب الوليدي، ومع تقدم عمر المولود فهو سرعان ما يتخلص من هذه النسبة من الهرمونات عن طريق العرق و البول، وقد أشارت الدراسات المتتبعة لهذه الحالة إلى أن حوالي 20% من المواليد حديثي الولادة يعانون من ظاهرة حب الشباب الوليدي، وغالباً ما يستمر ظهور حب الشباب الوليدي ويتزايد حتى الأسبوع السادس من عمر الطفل، وتبدأ الأم في ملاحظته على وجهه تبعاً لتغير هرموناته في الأسبوع الثاني من عمره غالباً، وأسباب ظهور الحبوب في وجه الطفل الرضيع تعد أسباباً هرمونية تنتهي دون أي تدخل من الطبيب أو الأم، وقد أشارت الدراسات إلى أن هناك بقعاً خاصة تعرف ببقع الحليب تظهر على أنف المولود أيضاً وتسمي “ميليا” وهي أيضاً تختفي من تلقاء نفسها.
توقفي عن محاولة إفراغ الحبوب بواسطة أصابعك سواء التي تظهر على وجنيته أو على أنفه، وتجنبي لمسها لكي لا تصاب بالتلوث ولا تستخدمي علاجات على شكل مراهم أو كريمات؛ لأنها سوف تؤدي لمزيد من الألم وربما تحدث مضاعفات ويجب تركها حتى تزول تلقائياً.
النقوزة وحركات الرجيح
توقعي أن تحدث لدى مولودك حركتان قد تشعرانك بالخوف والقلق عليه، ولكن لا داعي لذلك على الإطلاق، فالحركة الأولى هي النقوزة أو الرجفة حيث تلاحظين أن مولودك وخلال نومه قد ينتفض كل جسمه فجأة، وتعرف هذه الحركة ب” النقوزة” ويعود سببها لعدم نضج الجهاز العصبي بشكل كامل عند المولود، ولا تعني أنه يعاني من خلل ما في جهازه العصبي، فهذه حركة لا إرادية يمر بها معظم المواليد وتنتهي بالتدريج.
لاحظت أيضاً أن هناك حركة ما يقوم بها مولودك ولا داعي للقلق بسببها وهي ما يعرف بحركة “الرجيح” حيث أنك تلاحظين حركة ارتجاف ليدي الطفل أو ليد واحدة، حيث تلاحظين أكثر وحين تدققين النظر أن إحدى ذراعي المولود ترتجف لوهلة ثم تتوقف عن ذلك، وهذه الحركة تعرف بـ” الرجيح” وهي حركة مؤقته وتنتج أيضاً عن عدم نضج الجهاز العصبي ويترك عدم النضج هذه الحركة على طرفيه العلويين تحديداً وسرعان ما ينتهي.
الفواق “الحازوقة”
مولود يبكي
توقعي أن يعاني مولودك وسواء كان قد حصل على رضعته أم كان جائعاً من حالة معروفة تصيب الكبار وتعرف بالفواق أي “الحازوقة” وهي حالة طبيعية حتى أنها قد تحدث عند الجنين وهو في رحم أمه، وتشعر الأم بارتفاع وانخفاض في مستوى بطنها ورغم أن العلم لم يتوصل إلى الأسباب الحقيقية لحصول الفواق عند معظم الرضع إلا أن السبب قد يكون حالة من تهيج الحجاب الحاجز، وهو عبارة عن العضلة التي تقع عند قاعدة الرئتين في بعض الحالات حيث تتشنج هذه العضلة ويؤدي هذا التشنج إلى إغلاق الحبال الصوتية كما يلعب ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة او الرضاعة السريعة في زيادة هذه الحالة وليس صحيحاً أنها تدل على حدوث زيادة في وزن الرضيع، حيث تعتقد الأمهات أن الفواق أو الزغطة أو الحازوقة دليل على توسع المعدة والأمعاء لديه.
قبعة المهد
لاحظت أن هناك المزيد من الظواهر التي تصيب مولودك وهي غير مقلقة ولذلك يجب أن تتعرفي إلى «قبعة المهد» لدى مولودك حيث إن هناك ما يشبه القبعة تظهر فوق رأس مولودك ويكون في أسوأ حالاته في أسابيعه الأولى، ويعرف بقبعة المهد أو الأكزيما الدهنية، هو المصطلح الذي يطلقه الأطباء على تلك الطبقة من القشرة الدهنية والتي تبدو أحياناً حمراء أو بنية وعلى شكل رقائق ويجب على الأم عدم محاولة إزالتها باليد أو كشطها وسوف تزول تلقائياً ويمكن التخفيف منها بدهنها بزيت الزيتون قبل حمام الرضيع بساعة ثم غسل رأسه بشامبو الأطفال.
الحول في العينين
توقفي تماماً عن الشعور بالقلق والخوف على عين المولود، لو لاحظت أن هناك حولاً في عينيه أو في عين واحدة، فهذا ما يطلق عليه الحول الكاذب أو يعرف بظاهرة العيون المتقاطعة، حيث تلاحظ الأم أن المولود يذهب بعينيه متتبعاً اللاشيء، وتعتقد أن طفلها يعاني من الحول، ولكن هذه الظاهرة تعد ظاهرة طبيعية لا تستدعي القلق حتى يمر ستة أمشاكلشهر من عمره فتنتهي تماماً، ما لم تستمر ويكون الطفل في هذه الحالة بحاجة للعرض على الطبيب لتجنب إصابة الطفل بما يعرف بـ “العين الكسولة”.