تتساءل المرأة الحامل حول الوقت الذي تبقّى لديها حتى يحين موعد وصول مولودها المنتظر إلى الحياة، خاصة إذا ما كانت حاملاً للمرة الأولى، ومن الطبيعي أن تقع الحامل للمرة الأولى في متاهة الخبرات السابقة للنساء اللواتي سبق لهنّ الولادة وبين الأعراض التي تحدث معها، وغالباً ما يكون معظمها مرتبطاً بنفسيتها حيث القلق والتوتر.
يجب عليكِ أن تكوني على استعداد تام لحدوث أول أعراض الولادة، وأن تعرفي الفرق بين عدة أنواع مختلفة من طلق الولادة والوقت المناسب؛ لكي تتوجهي إلى المشفى، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك”، وفي حديث خاص بها، باستشارية النساء والولادة الدكتورة
نزول السدادة الرحمية
تقلصات رحمية متباعدة
راقبي ما يعرف بحالة أو مؤشر نزول أو اختفاء السدادة الرحمية، حيث إن نزولها يعني أنكِ على وشك الولادة، وسوف تحدث على أكثر تقدير خلال 48 ساعة، ولكن تختلف النساء حول موعد نزول السدادة الرحمية، وقد تتأخر حتى ما قبل الولادة بقليل، ولكن نزولها لا يعني أنكِ سوف تلدين على الفور، فالسدادة الرحمية هي عبارة عن سدادة تقع في فوهة عنق الرحم، وتعمل على ملء هذه المنطقة، وتستمد اسمها من فائدتها وطريقة عملها، وهي تشبه سدادة القنينة التي تحافظ على السائل داخلها من أن يسكب في الخارج، وهي تحافظ على الجنين من دخول الميكروبات وأي نوع من العدوى؛ مثل البكتيريا، عن طريق الخارج إلى الداخل، ولذلك تكثر إصابة النساء الموشكات على الولادة، واللواتي فقدن السدادة الرحمية، وتعرضن للفحص السريري المتكرر بالالتهابات، وتوصف لهن المضادات الحيوية بمجرد الولادة، حيث إن هناك نساء قد يصبن بالحمى وارتفاع الحرارة بسبب تكرار الفحص السريري، ورغم تعقيم الأدوات المستخدمة؛ فذلك لا يمنع أن تدخل تلك الملوثات وتصل إلى جسم الحامل وجنينها، وحيث تعمل السدادة الرحمية عمل المخاط الأنفي، وتحتوي على مجموعة المضادات الطبيعية التي تحمي الأم والجنين.
كثرة التبول مع قلة البول
لاحظي أنكِ سوف تمرين بحالة من كثرة التبول مع قلة كمية البول الذي سوف ينزل منك، وهذه الحالة هي حالة من الإلحاح البولي، ويكون سببها ضغط الجنين وثقله على الحوض، وبالتالي تشعرين بالرغبة في دخول الحمام، فضغط ثقل رأس الجنين الذي أوشك أن ينزل من خلال مجرى الولادة وعلى دفعات، يؤدي إلى حدوث تحسس في المثانة، والتي ترسل إشارات إلى المخ بدخول الحمام، ولكن من دون وجود كمية كافية وحقيقية من البول، وتكون هذه الحالة متعبة وتصيب الحامل الموشكة على الولادة بالإرهاق، ولكن لا يمكن تلافيها.
تقارب انقباضات الرحم الكاذبة
راقبي عدد مرات حدوث الانقباضات الرحمية، والتي تكون قبل موعد الولادة بشهرين، وهي عبارة عن انقباضات كاذبة أو طلق كاذب، كما يصفه الأطباء، حيث تصاب الحامل بعدة أنواع من الطلق، ابتداء من الشهرين الأخيرين منهما، ما يعرف بالطلق البارد، وحيث يكون ألم تقلصات الرحم محتملاً، ويحدث قبل أيام أو ساعات، حسب ترتيب الحمل، إن كانت الحامل بكراً أو تلد للمرة الثانية مثلاً، وتكون المدة بين تقلصاته الرحمية حوالي عشرين دقيقة، فيما تكون مدة كل “طلقة”؛ أي كل نوبة تقلص، لا تزيد على ما بين 30 و45 ثانية، وخلال الطلق البارد قد تنزل سدادة الرحم، ويفتح عنق الرحم لمسافة 3 سنتيمترات، ولكن ذلك لا يعني أن الحامل قد أصبحت موشكة على الولادة.
توقعي أن تمري بما يعرف بالطلق الكاذب أو تقلصات “براكستون هيكس” أحياناً، وحيث تحدث في الشهرين الأخيرين، وتمنح الحامل إحساساً كاذباً بأنها على وشك الولادة، وعلى الرغم من أنها تعمل على حدوث بعض الترقق في عنق الرحم، مثلما تفعل الانقباضات الحقيقية، ولكنها لا تتسبب في حدوث الولادة، ولا تتحول إلى طلق نشط، وغالباً ما تحدث في فترات المساء، حيث تشعر الحامل بانقباضات غير مؤلمة فقط.
لاحظي أن المخاض النشط يعني أن الانقباضات تتسارع، وهي تشبه انقباضات ألم الدورة الشهرية، ولكنها تختلف بأنها تصبح أقوى؛ يعني أنها تزداد مع مدة متقاربة، مما يعني أنكِ سوف تلدين خلال ساعات، وربما تطول مدة المخاض النشط حسب ترتيب المولود، فالمرأة التي تلد للمرة الأولى؛ يكون لديها مخاض نشط أطول.
نزول ماء الجنين
توقعي أن تشعري بالبلل ونزول كمية كبيرة من الماء، يكون لونها شفافاً وليس ممتزجاً بالدم بين فخذيك وأثناء ممارسة أعمالك اليومية المعتادة، حيث سوف تسارعين إلى تغيير ملابسك، وذلك بسبب حدوث حالة من نزول كمية كبيرة من ماء الجنين المحيط به في الرحم، والذي يُعرف بـ”السائل الأمنيوسي”، ونزول ماء الجنين قد يكون تدريجياً، ولكن البلل الشديد يحتم عليكِ التوجه في أسرع وقت إلى الطبيب، حيث يُجري لكِ فحصاً بالسونار؛ للتأكد من وجود كمية من المياه أو تناقصها، مما يمنح الجنين فرصة أخرى، ولكن بسيطة، للبقاء في الرحم، بالإضافة لإجراء الفحص السريري؛ للتأكد من فتح عنق الرحم وقياس مساحته.
أهم علامات للولادة تنذرك بضرورة التوجه للمشفى خلال دقائق
علامات الولادة
آلام مخاض متسارعة
توجهي فوراً إلى المشفى، ولا تتأخري في البيت على الإطلاق في حال أصبحت الانقباضات منتظمة، بحيث تكون بمعدل انقباضة؛ أي طلقة، مرة كل خمس دقائق، فيعني ذلك أن أمامك وقتاً قصيراً جداً لكي تضعي مولودك.
أسرعي في التوجه إلى المشفى في حال نزول الدم مع ماء الجنين، فيجب عليكِ التوجه فوراً وعدم الانتظار في البيت تحت أي سبب؛ لكي لا تتعرضي لخطر الولادة في البيت، وحيث تصبح حياة الجنين في خطر، خاصة لو لم يكن لديك شخص للمساعدة.
توجهي للمشفى في حال تقاربت تقلصات الرحم وأصبحت بمعدل “طلقة” كل خمس دقائق مثلاً أو أقل، مع توقف حركة الجنين تماماً وشعورك بالثقل بين ساقيك، بحيث تجدين صعوبة في السير، وذلك يعني أن الجنين قد أصبح في قناة مجرى الولادة، وأنكِ بحاجة للمساعدة؛ لكي يخرج إلى الحياة من الرحم.