العمى حالة مرضية تؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم؛ كونه عامل خطر واسع الانتشار، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما لدى الأشخاص المعرَّضين، وفقاً لباحثين فرنسيين. فما أسباب العمى؟ وهل يمكن تجنُّبه؟
الجلوكوما.. أحد أبرز أسباب العمى
يعاني ما بين 1 و 2% من الأشخاص فوق سن الأربعين من الضمور البقعي المرتبط بالعمر «AMD»، وهو مرض يصيب العين، ويمكن أن يشوش الرؤية المركزية. يحدث ذلك عندما تتسبب الشيخوخة في تلف البقعة -جزء العين الذي يتحكم في الرؤية الأمامية الحادة. والسبب الثاني للعمى بعد هذا المرض، هو الجلوكوما الذي يتميز بوجود آفات في العصب البصري. عند الإصابة بالجلوكوما، تتضرر النهايات العصبية للعصب البصري في شبكية العين، ويفقد العصب البصري أليافه تدريجيّاً. بالنسبة للمريض، يتضح ذلك من خلال فقدان البصر التدريجي.
الجلوكوما.. تلوث الهواء يزيد من مخاطر الإصابة
التلوث البيئي يجعلك عرضة للعمى
عوامل خطر الإصابة بالجلوكوما يمكن أن تكون متعددة، في حين أن تناول بعض الأدوية أو وجود بعض الأمراض البصرية يمكن أن يسبب ظهور المرض أيضاً. ولكن، يمكن أن يؤدي عامل بيئي أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بالجلوكوما.
في الواقع، اكتشف فريق من الباحثين من المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية «Inserm» أن تلوث الهواء، حتى بمستويات أقل من تلك التي أوصى بها الاتحاد الأوروبي؛ يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما، وبالتالي العمى. وقد تمَّ نشر نتائجهم في مجلة Environmental Research.
للوصول إلى هذه النتائج، استند الباحثون إلى مجموعة مكونة من 683 شخصاً تزيد أعمارهم على 75 عاماً، وتقع في مدينة بوردو الفرنسية. لمدة 10 سنوات، قام الباحثون بتقييم الصحة البصرية للمشاركين من خلال فحوص العين التي أُجريت كل عامين. في الوقت نفسه، قام الباحثون بقياس مستوى التعرُّض السنوي لبعض الملوثات. للقيام بذلك، استندوا إلى عنوان المشاركين وقاموا بتحليل البيانات التي جمعتها محطات مراقبة جودة الهوا ، ولكن أيضاً من خلال خصائص معينة، مثل القرب من الطريق أو المسافة من البحر أو الكثافة السكانية.
ربما تودين التعرف على طرق حماية العيون.
العمى.. المستويات الأدنى من التلوث ترفع الخطر
أوضح الباحثون أن التعرُّض لتركيزات أعلى من الجسيمات الدقيقة أدى إلى ترقق أسرع لطبقة العصب الشبكي بمرور الوقت. يتذكر المؤلفون أن «الجسيمات الدقيقة تتوافق مع PM2.5 التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون». وبشكل أكثر تحديداً، لاحظ المتخصصون أن المشاركين الذين تعرضوا في المتوسط لتركيز 25 ميكروغراماً/ م3 للجزيئيات الدقيقة كان لديهم انخفاض أسرع في سمك هذه الطبقة مقارنة بالمعرضين لـ20 ميكروغراماً/م.
خلال الفترة التي تمَّ قياسها، لاحظ المؤلفون أن مستوى التعرُّض للجسيمات الدقيقة كان أقل من العتبة التنظيمية السنوية للاتحاد الأوروبي، التي تبلغ 25 جزءاً من مليون غرام لكل متر مكعب من الهواء «ميكروغرام/ م 3» على الأكثر. ومع ذلك، كانت هذه أعلى من توصيات منظمة الصحة العالمية المحددة عند 10 ميكروغرامات/ م في عام 2005 قبل أن يتم تخفيضها في عام 2021 لتصل إلى 5 ميكروغرامات/ م3.
تؤكد نتائج هذه الدراسة الملاحظات السابقة حول تأثيرات تلوث الهواء في عمليات التنكس العصبي هنا على مستوى العين. والآن، يود المتخصصون توسيع مستوى البحث على المستوى الوطني من أجل فهم ومعرفة تأثير الملوثات في شيخوخة العين بشكل أفضل.