اشتقت لك كثيرا يا أيمن، كثيرا.. كثيرا، أكثر مما تتخيل، اشتقت لكل شيء فيك
ضحكتك، كلامك، نظراتك و حتى صراخك، غضبك، و ملامك
اشتقت لكل شيء فيك .. و أنهكني الشوق .. حقا أنهكني بشدة
لو كانت الدموع قادرة على ترجمة الأشواق لجرت فوق خدّي دون انقطاع …
اشتقت لك بشدة …
و فجأة وقعت عيني على الخاتم الجميل الذي يلف إصبعي ..
ياسر .. و ماذا عن ياسر .. أسأتركه بعد كل هذا .. أسأتخلى عنه من أجل حبي
أسأحطم قلبا أعطاني كل شيء من أجل أنانيتي ..
و هالة .. لن تسامحني إن آذيت أخاها بهذا الشكل .. طبعا لن تفعل
و عائلتي .. أمي التي كانت السعادة تشع من عينيها البارحة .. كيف سأواجهها …
كيف سأحكم قلوب كل هؤلاء فقط كي أعيش أنا بسعادة …
لكنّي لا أحبه، لا أحبه، ليس في قلبي سوى أيمن، و هاهو سيأتي إلي و يرجو عفوي
فكيف لي أن أرده خائبا.. كيف لي أن أرفض سعادتي و أحكم على نفسي بالحزن
كيف لي أن أتخلى عن الحلم الوحيد الذي يزورني كل ليلة..
مزقتني الهواجس .. أتعبتني الأفكار .. و شتتتني الحيرة ..
لساعة ولت كأنها دهر من الزمن ..
ثم قررت أخيرا ..
لا أعلم لمَ سرحت في الماضي بينما كنت أحاول الاتصال بإيمان لإعلامها بقراري … سرحت في الماضي الجميل ، تذكرت لقيانا الحلوة
-” صباح الخير آنستي
– ” صباح الخير
– ” أتذكرينني ؟ أنا أيمن الذي صدمته بسيارتك ..
” نعم .. نعم
– ” أنا أعمل في شركة الاتصالات الموجودة هنا ، و أنت هل تدرسين بكلية الهندسة ؟
” نعم ..
” يا لها من مصادفة .. ها قد التقينا ثانية .. ربما قد كتب لنا القدر ما لا تعلم ..
– ” مصادفة؟ أنت تعمل على بعد شارعين من جامعتي .. من الطبيعي جدا أن نلتقي
-” امم ذكية ، معك حق … ربما
– ” هل من خدمة سيدي ؟
– ” نعم .. في الواقع آنسة …
– ” سلمى
– ” اسم جميل … في الواقع يا آنسة، أردت الاعتذار مرة أخرى
-” لا بأس .. لم يحدث شيء .. أعتذر علي الإنصراف وداعا