وصلنا لبيت ابنة عمتي إيمان، كان جميلا جدا و واسعا جدا … أحببته بشدة … كم تمنيت أن أمتلك و أيمن منزلا مثله .. دخلنا فسرت جدا بمجيئنا … كانت تبدو سعيدة .. سعيدة جدا، و كيف لا تسعد و قد تزوجت من اختارها قلبها .. دخلنا إلى البهو، و تبادلنا أطراف الحديث لدقائق، ثم اعتذرت للذهاب إلى المطبخ لأن بالبيت ضيوف .. قمت لأساعدها في تجهيز المشروبات و الحلويات ثم حملتها معها إلى حيث يجلس الضيوف …
فرأيته أمام عيني … هو بلحمه و دمه … المجرم الذي سرق قلبي و أوجعه … المجرم الذي اقتحم حياتي و دمرها…
لم أتمالك نفسي … لم أستطع .. أوقعت أكواب العصير .. اعتذرت و خرجت مسرعة إلى حديقة المنزل … و بكيت ، لم أستطع أن أصدق أني مازلت أنهار عند رؤيته و أنا سأزف قريبا لرجل غيره … أحسست بظل شخص خلفي فمسحت دموعي بسرعة .. لم أعرف ما الذي كنت سأقوله لإيمان، بدأت أفكر في أي كذبة قد تنقذني من الإحراج حتى سمعت صوته …
-” هل أنتِ بخير ؟”
– ” نعم … بخير … ”
– “هل تكذبين علي؟ تعرفين جيدا أني أقرأ عينيك ..”
– ” توقف أرجوك .. لا تتظاهر بأنك تهتم .. لو كنت تهتم لما جرحتني ..”
-” سلمى .. أرجوك .. أنا …”
سمعت صوت إيمان .. فجريت نحوها .. هاربة منه، أصبحت أخافه… أخشاه … أخشى على قلبي منه، يكفي ما فعلته بي يا أيمن ..يكفي … توقف عن التمثيل،دعنِي أعش ما تبقى لي من أيام بسلام .. ارحل من حياتي … ارحل للأبد