دخلت البيت متعبة .. متعبة الروح … رحلت توأمي و تركتني وحيدة أعاني ..
حاولت الاتصال بها … دون فائدة … ليتك تعلمين .. ليتك تعلمين يا هالة كم أتعذب لعذرتني و الله … لعذرتني ….
وصلتني بعد لحظات رسالة من ياسر ‘ لا تغضبي من هالة .. أرجوك .. تعلمين أنها تحبك .. الكل يحبك يا سلمى’
الكل ؟ فهمت جيدا ما كان يقصده بالكل … ليتني كنت أستطيع أن أبادل ” الكل ” نفس المشاعر لكن قلبي يحتله شخص واحد … واحد فقط من يجعل قلبي برقص فرحا .. و يجعله يموت ألما واحدا فقط من أرى في يقظتي و منامي .. في كل مكان و كل زمان … واحد فقط .
‘ لابأس .. أنا بخير .. تصبح على خير’ .. بعثتها و ابتلعت حبوبي المنومة و نمت .. و في الغد استيقظت لأعيش يوما آخر من الألم …كان الجو باردا .. باردا بشدة ،رغم أن الساعة تجاوزت العاشرة .. نمت كثيرا .. و مع ذلك لازلت نعسانة
أفطرت بسرعة و فكرت في زيارة عمتي … اشتقت لها كثيرا .. أريد أن أكلمها .. علها تساعدني .. فبعد رحيل هالة أصبحت وحيدة .. لكن أمي أصرت على أن أرافقها لندعو ابنة عمتي لحفل الخطوبة ..حاولت أن أؤجل الأمر قليلا .. أن أقنعها بالانتظار أكثر … لكنها أصرت .. فارتديت ملابسي و ذهبت معها.. ذاهبة كي أدعو الناس لحفل خطوبتي ..
الحفل الذي مازلت لم أستوعب بعد أني سأكون بطلته و عروسه.. كيف لهم أن يصدقوا هذه الكذبة … ألا يرون أن الدموع التي في عيني ليست دموع فرح بل دموع حزن و قهر .. ألا يرون أني لست كعروس تزف إلى زوجها بل كضحية تساق إلى الموت.. ألا يرون هذا أم يتظاهرون بالعمى …