يعيش اقتصاد بلادنا في هذه الايام حالة من القلق والهلع بسبب استمرار انخفاض أسعار النفط تزامنا مع تراجع الطلب عليه ووفرة المعروض هذه الاحوال التي تسيطر على الجزائر سببها هبوط في مؤشرات الاسواق العالمية بعد تراجع أسعار خام برنت ويبدو تراجع أسعار النفط إلى ما دون 60 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ عام ونصف العام محيرا لخبراء السوق مع الكثير من التكهنات حول أسباب التراجع ومدى استمراريته في المدى المنظور.
فقد هبطت أسعار النفط بحوالي 5% لتسجل أدنى مستوى في أكثر من عام بفعل المخاوف بشأن تخمة المعروض وتوقعات الطلب على الطاقة بعد أن دفع رفع سعر الفائدة الأمريكية أسواق الأسهم للانخفاض وانخفض خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 2.89 دولار للبرميل أو 5.05% ليبلغ عند التسوية اي 54.35 دولار للبرميل ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 2.29 دولار للبرميل بما يعادل 4.75% ليصل عند التسوية إلى 45.88 دولار للبرميل وبلغ برنت أدنى مستوى له في الجلسة عند 54.28 دولار للبرميل، مسجلا أقل سعر منذ منتصف سبتمبر 2017 بينما هبط الخام الأمريكي إلى 45.67 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ أواخر أوت 2017 في الوقت الذي يعتقد فيه بعض المحللين بأن الأسعار تتجه نحو الارتفاع بشكل جنوني بسبب الازمات والصراعات التي تشهدها مناطق شرق الاوسط والبلقان وافريقيا لم تأت التوقعات بالشكل المفترض ان تكون عليه الامور فقد توقع خبراء النفط ان تصل الاسعار سقف 90 دولارا للبرميل لكن لم يكن بحسبانهم ان الاسعار ستهوي الى ما دون 60 دولار للبرميل الواحد حيث واصلت أسعار النفط التراجع بصورة غريبة إلى أقل من ذلك لتصل الى حدود 55 دولارا للبرميل وهو امر غير معتاد في حالات الصراعات والازمات الدولية مع وجود التوترات السياسية التي تسود المنطقة العربية خصوصا ما يدعو الى اعادة تحديد اللاعبين في اسواق النفط والقوى التي تهيمن على السوق والتي تستخدم النفط ورقة للمساومة والاخضاع والضغوط السياسية وفي وسط هذه الصراعات تبقى الجزائر الخاسر الأكبر لأن جميع المشاريع الكبرى مرهونة بأسعار النفط .