ان الجزائر تعد من أكبر الدول تضررا من تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياته منذ 5 سنوات حيث قالت التقارير إن الجزائر التي تخسر يوميا ما بين 28 مليون دولار و 50 مليون دولار حسب تقلبات هبوط الاسعار في الاسواق العالمية اي بمعدل 19 مليار في سنة إذا ما استقرت الأسعار عند 60 دولارا للبرميل .
لدلك كان من الواجب على دولة الجزائر التحرك يمينا وشمالا لوقف نزيف الاسعار . فكانت هنالك محاولة في اواخر سنة 2014 قبل ان تتفاقم الازمة من طرف الجزائر وفنزويلا لطلب بعقد اجتماع طارئ لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة بدل انعقاده خلال شهر جوان لسنة 2015 كما تقرر خلال القمة السابقة لدول المنظمة شهر نوفمبر المنصرم لكن الطلب رفضته دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إضافة إلى العراق وإيران وسبب رفض هذه الدول الجميع يعرفه وهو الصراع الطائفي في المنطقة.
ورغم هذا الرفض إلا ان الجزائر لم تستسلم وبدأت تتحرك بشكل انسيابي مع صراع الواقع في الشرق الاوسط في الاونة الاخيرة فشاهدنا وزير الطاقة نور الدين بوطرفة يقوم بمجهودات كبيرة من اجل انجاح اجتماع الدول المنتجة والمصدرة للنفط (الأوبك) الذي ستقام فعالياته بولاية وهران أواخر الشهر الجاري . لذلك تتمحور الزيارات التي يقوم بها الوزير إلى مجموعة من الدول الفاعلة في سوق النفط العالمية وذات التأثير على أسعاره حول تعزيز علاقات الشراكة بين الجزائر وتلك البلدان وعلى رأسها ايران والسعودية وباقي دول الخليج وبطبيعة الحال لاننسى الدب الروسي.
ولعبت الجزائر من خلال الزيارت التي قام بها وزيرها في الطاقة نور الدين بوطرفة دور لاعب وسط الميدان في كرة القدم فهي توزع الكرة على الجميع لكي يكون اللعب جماعي وفي نفس الوقت تحاول جاهدا الابقاء على الكرة داخل الميدان ورغم ان الجزائر مررت الكثير من الكرات المميزة لثنائي رأس الحرب للفريق ايران والسعودية اللذان ضيعا الكثير من الفرص لتسجيل الاهداف بسبب انهما يغلب عليهما طابع اللعب الفردي .
بعدما عرفت الجزائر مكمن الخلل في تضييع الفرص التي بسببها انهارت اسعار النفط تكلمت في ما بين الشوطين مع ثنائي رأس الحرب الفريق ايران والسعودية وقالت لهم ان اللعب الفردي لا يخدم مصلحة الفريق وسيضيع علينا الكثير من الفرص فقتنع المهاجمين بكلام الجزائر وهذا ما اسفر عن تسجيل هدفين في الدقيقة 50 والدقيقة 60.
اتفقت جميع الدول التي زارتها الجزائر بما فيها السعودية وايران وروسيا وباقي دول الخليج مبدئيا قبل اجتماع وهران على ان يكون سعرا بين 50 -60 دولارا للبرميل.