المركز الثقافي الجزائري يخلد الذكرى الستين لصدور كتاب”المسألة” بباريس

خلد المركز الثقافي الجزائري بالعاصمة الفرنسية باريس من خلال تنظيم لقاءات وتظاهرات الذكرى الستين لصدور كتاب” المسألة” لكاتبه هنري علاق الذي ندد فيه بالممارسة الممنهحة للتعذيب خلال حرب التحرير الوطنية
وتنظم هذه التظاهرات الى غاية 10 من شهر نونبر المقبل في اطار الشراكة مع جمعية فن و ذاكرة بالمغرب العربي,وذلك بعد أيام قليلة من اعتراف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رسميا باغتيال موريس أودان والتعذيب الذي كان يتعرض له الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير
وفي هذا السياق , نشط المؤرخون أنيسة بوعايد و جيل مانسيرون و ألان روسيو وناشر كتاب “المسألة” بسويسرا نيلس أندرسون بعد حجز الكتاب بفرنسا مساء أول أمس الخميس ندوة حول الموضوع بمشاركة العديد من فاعلي حرب التحرير على غرار علي هارون الذي كان مسؤولا بفدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني, ومحند زقاغ عضو فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني , المناضل هنري بويون و الممثل الملتزم غي بيدوس وأعضاء من جمعية المجندين السابقين للجزائر و أصدقائهم ,
و تحدث الأستاذ نيلس أندرسون الذي قلد بوسام الاستحقاق الوطني من مصف” العشير” عام 2013 بالجزائر , عن الظرف السياسي للحقبة التي تم خلالها نشر الكتاب , مشيرا الى ان الجيش الفرنسي كان يستعمل” أبشع أنواع العنف و التعذيب” , مضيفا ” كل الأشخاص الذين كانوا يعارضون بفرنسا هذه الحرب, و يؤيدون استقلال الجزائر كانو “معزولين”
وفي مداخلة له , تطرق المؤرخ ألان روسيو الى الرأي العام الفرنسي في تلك الفترة حول حرب الجزائر, موضحا ان أغلبية الفرنسيين كانوا يعتبرون “الجزائر فرنسية” , وحول الظرف السياسي الذي تميز بممارسة التعذيب , صرح ذات المتحدث ان ما يسمى ب”معركة الجزائر” كان في الواقع مع مواجهة جيش و شرطة ودرك و ميليشيات فرنسا للجزائريين العزل , مؤكدا ان “التعذيب كان في صميم قمع الجزائري”
وفي هذا الصدد, أشار المؤرخ مانسيرون ان وجود أقلية من مناهضي الاستعمار ضمن الرأي العام الفرنسي راجع لاعتقاد أغلبية الفرنسيين بان الجنس الأبيض يعد “جنسا ساميا” , وهو نتيجة لفكرة خاطئة تم تلقينها لأجيال عديدة , كما أوضح في ذات السياق بان “الفرنسيين كانو مقتنعين بالواقع الاستعماري و حتى بعد نهاية حرب التحرير الوطنية بالجزائر , كان من بالنسبة لنا كمؤرخين اظهار الحقيقة”
وفي ختام اللقاء , دعت السيدة أنيسة بوعياد المشاركين الى زيارة المعرض الذي ينظم على شرف المناهضين للاستعمار , ويستعرض أعمال فنية لفنانين تشكيليين من فرنسا و الجزائر ووثائق و منشورات أصلية