لا يستطيع الإنسان الاستغناء عن الهواء إلا لدقائق معدودة وبالتالي يجب أن يكون الهواء نقيا صالحاً للتنفس ولا يحتوي على ملوثات من شأنها أن تسبب أضرارا بالصحة العامة وكافة أشكال الحياة والبيئة سواء على المدى القريب أو البعيد.
وقد بينّت دراسة حديثة نشرتها المنظمة العالمية للصحة أنّ الجزائر هي ضمن أكثر دولة ملوّثة في العالم حيث وصل مؤشّر التلوّث فيها إلى 80.05 و تعتمد هذه دراسة الشاملة لمنظمة العالمية للصحة على معلومات عن ظروف المعيشة بما في ذلك تكاليف المعيشة ومؤشرات الإسكان والرعاية الصحيّة وحركة المرور والجريمة والتلوّث في بلدان العالم ومدنه. وقد صنّفت الدراسة 99 بلداً حسب رأي الأشخاص بنسبة التلوّث في كل بلد بالإضافة إلى تصنيف الدول وفق نوعين من التلوث : التلوث الهوائي والتلوّث المائي.
الملوثات الرئيسية للهواء في بلدنا وأثرها على الصحة العامة والبيئة:
يؤثر أول أكسيد الكربون على الصحة خاصة على هيموغلوبين الدم حيث أن له قابلية شديدة للإتحاد معه ومن ثم فإنه يؤثر تأثيراً خطيراً على عمليات التنفس في الكائنات الحية بما فيها الإنسان ويتسبب في الشعور بالتعب و صعوبة التنفس و طنين في الأذن وفي حال زيادته فيؤدي ذلك إلى انخفاض في ضغط الدم ونقص في الرؤية والسمع وارتخاء في عضلات الجسم والإغماء ومن ثم الوفاة خلال ساعتين. اما غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من الوقود من أهم الملوثات الدخيلة التي أدخلها الإنسان على الهواء. ويسبب صعوبة في التنفس والشعور بالإحتقان مع تهيج للأغشية المخاطية والحلق والتهاب القصبات الهوائية . فيما غاز ثاني أكسيد الكبريت ينتج من عملية إحتراق المازوت والغاز الطبيعي حيث يتصاعد الكبريت مع الدخان على شكل ثاني أكسيد الكبريت وهو عديم اللون نفاذ وكريه الرائحة له أثار ضارة حيث يتحول في الهواء إلى حمض الكبريتيك نتيجة لتأكسده إلى ثالث أكسيد الكبريت وتفاعله مع بخار الماء. ولكل من ثاني أكسيد الكبريت وحمض الكبريتيك تأثيراً خطيرا بالجهاز التنفسي (التهاب القصبات الهوائية وضيق التنفس والآم في الصدر وتشنج الحبال الصوتية و تهيج العيون والجلد). كما يشارك في إحداث مشاكل بيئية منها الأمطار الحامضية . لقد ذكرنا البعض فقط وليس الكل لان الموضوع كبير وخطير.
الملوثات الرئيسية للماء في بلدنا وأثرها على الصحة العامة والبيئة
تحتوي مياه المصانع وفضلاتها ما نسبته 60 بالمائة من مجموع المواد الملوثة للبحار والبحيرات والأنهار. ويصدر أغلب الملوثات من مصانع مثل مصانع الدباغة والرصاص والزئبق والنحاس والنيكل ومصانع الدهانات والإسمنت والزجاج والمنظفات ومصانع تعقيم الألبان والمسالخ ومصانع تكرير السكر. بالإضافة إلي التلوث بالهيدروكربون الناتج عن مصافي البترول. كما ان مياه المجاري تحتوي علي كمية كبيرة من المواد العضوية وأعداد هائلة من الكائنات الحية الدقيقة الهوائية واللاهوائية. وعند وصولها إلى المياه السطحية تعمل الكائنات الدقيقة الهوائية على استهلاك الأوكسجين لتحليل المواد العضوية مسببة نقصا في الأوكسجين مما يؤدي إلى اختناق الكائنات الحية التي تعيش في البحر وموتها. عند موتها تبدأ البكتريا أو الكائنات الدقيقة اللاهوائية بتحليلها محدثة تعفن وتلوث كبير للمياه العذبة . ويؤدي تلوث المياه الى امراض خطيرة كالكوليرا و الملاريا التيفود و البلهارسيا و أمراض الكبد الالتهاب الكبدي الوبائي و الدوسنتاريا بكافة أنواعها .
يجب على الدولة ان تقوم بواجباتها اتجاه صحة المواطنين فجميع الارقام تشير الى ان الاوضاع تسير الى حدوث كوارث في المستقبل.