مهزلة بكل مقاييس في 2020 يا “بوصبع لزرق” والجزائر من أغنى الدول على كوكب الأرض ومازلنا نقوم بصف من طوابير مثل ما كان يقع في الدول أوروبية في الحرب العالمية 2… وقد تجدّدت أزمة الحليب في بلادنا وباتت الطوابير لأجل الفوز بكيس حليب تبدأ في الساعات الأولى من صباح كل يوم في مشهد يعيد إلى أذهان أزمة عام 1986…
حيث يضطر المواطنون منذ أسابيع إلى الوقوف في طوابير طويلة تبدأ غالبا في الخامسة صباحا لأجل الحصول على كيس حليب بسبب ندرته من المحلات التجارية ويفرض ذلك على الباعة أيضا تمكين كل زبون من شراء عدد محدود من أكياس الحليب ليحصل معظم الناس على حصتهم ويأتي هذا في وقت يتهم فيه المواطنون نظام الجنرالات بترك مشاكل المواطنين المهمة والتفرغ إلى أزمة ليبيا لكسب الشرعية الدولية بحيث يتبع الجنرالات إستراتيجية افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول بحيث يبدؤون بخلق مشكلة الغاية منها انتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه كاستغلال ظرف دولي و النفخ فيه كقضيّة ليبيا مثلا و أنها تهدد الأمن القومي على حساب القضايا الرئيسية الاجتماعية والسياسية الكبرى ليصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ الأدنى من الحقوق الاجتماعية ويتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا ومن ثمّ قبولها على أنّها شرّ لا بدّ منه لذلك كيف يمكن لنظام لم يستطع أن يحل أبسط مشاكل المواطنين أن يحل مشكل دولي متشعب مثل الصراع الليبي فكفى أيها الجنرالات الخونة من استغلال دماء إخواننا الليبيين.