في نظام الجنرالات بالجزائر يُعتبر المواطن مجرد عبد للجنرال فليس له رأي في طريقة الحكم وتوزيع الثروة أو تولى المناصب فقط عليه أداء واجبات الجنرال كاملة غير منقوصة ولا يحق له المطالبة بحقوقه بل يجب عليه قبول ما يتفضل عليه سيده لأننا كلنا خدم للجنرال وحاشيته….
المواطنة في الجزائر مجرد وهم وسراب يرفعها الساسة وتجار الشعارات الكاذبة في المحافل العامة من أجل دقدقة مشاعر الدهماء والبسطاء المغلوب على أمرهم فالوطن ملك لعدد قليل من الناس أما الغالبية من الشعب فتكفيهم المواطنة الكاذبة والمزيفة فأصبحت المواطنة بعد الاستقلال أسوء مما كانت عليه قبله لأن الفقراء الذي دفعوا حياتهم من أجل حياة أفضل لأولادهم وجدوا أنفسهم بأنهم استبدلوا الحاكم الفرنسي بحاكم من بني جلدتهم لكن أسوء من كان قبله لأن الأول كان عادلاً في ظلمه حيث وزعه على الجميع بينما اقتصر ظلم الثاني على فئات دون أخرى وازدادت مأساة المواطن الجزائري بعد استيلاء العسكر على مقاليد الحكم حيث ظن المواطن في البادية أن زمن الاحتقار وسوء استغلال السلطة قد ولى بدون رجعة وأن فجراً جديدا أطلّ رأسه على التراب الوطني لكن سرعان ما تبين للناس بأن هؤلاء الشرذمة من الجنرالات جاءوا من اجل الاستحواذ والتفرد في مقدرات البلد بالنار والحديد وتكميم الأفواه وإصدار الأحكام المسبقة لكل من تُسول له نفسه في معارضة هذا العاصبة الحاكمة لذلك أيها المواطن الجزائري الفسحة الجماعية التي نقوم بها يوم الجمعة لا ترعب الجنرالات ولا حتى تحرك شعرة فيهم العصيان ثم العصيان المدني هو الحل.