عبر التاريخ الشعوب المتخلفة التي اعتادت على حكم الطغاة (جنرالات العسكر) لعدة سنين نجد أن لديها استعدادًا للتسليم بهذا الشكل من أشكال الحكم أسرع من غيرها كما أننا نجدها لا تمانع في الحديث عن إيجابيات الطاغية (الجنرال) وتمتدح أعماله الجليلة دون أن تجد في ذلك حرجًا ولا غضاضة! ! ! ولا شك أن بعض العبيد من الشعب الجزائري أصبحوا ينشدون الحكم الاستبدادي لطول إلفهم له وما زالوا “يشيتون” ويلعقون حداء القايد صالح الذي لم يعد يجد حرجا في تسخير الصحافة والإذاعة والتليفزيون وجميع وسائل الإعلام للحديث عن أمجاده وبطولاته وانتصاراته الوهمية…
نكررها للمرة المليون الحمد الله أن مجهوداتنا لم تذهب سدا فمند بداية المظاهرات وموقعنا ينبه إلا أن زعيم العصابة القايد صالح يريد أن يلتف على مطالب الشعب ويعيد إنتاج نظام العصابة من جديد… ففي الجزائر المواطنون لم يذوقوا طعم الحرية لنصف قرن ليغدو حال المظاهرات كحال الطفل الذي يتعلم المشي قد يتعثر هنا ويسقط هناك أو يتكئ غير بعيد ولكن يشتد العود مع تكرار المحاولة ليمضي بلا عثرات في نهاية المطاف وتنتصر المظاهرات لحظة كسرها حاجز الخوف لتنقل خوفها لجلاديها (القايد صالح) وهذا ما يمكن ملاحظته في الجمعة الأخيرة فالعديد من الشعارات المرفوعة كانت ضد زعيم العصابة القايد صالح حيث هتف المتظاهرون بتنحي كل “النظام” الحاكم والمطالبة بدولة مدنية وجاء هذا بعد يوم على خطاب رئيس أركان الجيش وكان من الصعب تحديد عدد المتظاهرين في غياب أرقام رسمية إلا أن الظاهر يؤكد وجود تعبئة كبيرة ما يوحي بأن خطاب رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح لم يساهم في تخويف الناس ونقلت وسائل إعلام ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لمظاهرات ووقفات احتجاجية في تواصل للحراك الشعبي حيث رفع متظاهرون شعارات قوية ضد رئيس الأركان الجنرال أحمد قايد صالح مما يفسر ارتفاع نسبة الوعي لدى الشعب وكيف انه تخلص من متلازمة تقديس الجنرالات ورفع هالة القداسة عن القايد صالح .