قال مراقبون ومحللون سياسيون أن إقالة العميد الغالي بلقصير من قيادة الدرك الوطني كانت متوقعة ولا تشير من قريب أو بعيد لمحاربة حقيقية للفساد والمفسدين بل إلى انتهاء دور بلقصير عند قيادة العصابة والتخوف من انقلابه على القايد صالح فقد كان العميد الغالي بلقصير بارعا في بناء شبكة علاقاته الواسعة ليتوج بمكافأته على رأس قيادة الدرك الوطني لينقل كفاحه إلى محطة مختلفة موجها أنظاره لوزارة الدفاع وقيادة الجيش في ظل النفوذ الواسع الذي تتمتع به المؤسسة العسكرية على القرار السياسي واقتصار الرئاسة الفعلي على دور الواجهة المدنية فقط.
ليدخل في دوامة من الحروب المكتومة مع الجنرالات المعارضين لنفوذه وينظرُ مراقبون ومحللون سياسيون إلى قرار منع كل الجنرالات الذين وقع إعفاؤهم مؤخرا من مغادرة البلاد وعلى رأسهم الغالي بلقصير أنه قرارٌ طبيعي كون القايد صالح يخاف من قيام معارضة واسعة في الخارج تضم جنرالات سابقين لذلك يعمد إلى منع الجنرالات المعفيين من مغادرة الجزائر ويتجه نحو تنظيم محاكمات لبعضهم وتجريدهم من ممتلكاتهم… فلا حديث يهيمن على الجزائريين هذه الأيام سوى عن تغييرات مفاجئة واعتقالات السرية التي أجراها مؤخرا قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح وشملت كبار جنرالات الجيش والدرك والشرطة والمخابرات هذه التغييرات هي الأكبر من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات وأحدثت ضجة في الشارع الجزائري وملأت وسائل الإعلام المحلية بتعليقات ومقالات محللين والذين أكدوا على أن معلومة وصلت للقايد صالح تشير إلى أن هناك انقلاب عسكري سري سيطيح به في الأيام القادمة مما جعل القايد صالح يتعشا بخصومه قبل أن يتغدوا به.