تُتابع الحامل نموّ وتطوّر جنينها في الرّحم إلا أنّها قد لا تُدرك في بعض الأوقات السّبب الكامل وراء كلّ حركةٍ يقوم بها، فتطنّ غالباً أنّه يُحاول لفت انتباهها في حال شعر بتشتّته عنه أثناء تحدّثها مع أحد المُحيطين بها.
إلا أنّ الحقيقة هي أنّ الجنين لا يركل بطن أمّه بقوّة أثناء الحمل بغرض لفت الانتباه، ولكنّه يقوم بهذه الحركات بهدف تقوية الجهاز العضلي لديه؛ فيُمكن اعتبار ركلات الجنين القويّة بمثابة تمارين رياضيّة يُمارسها بين حينٍ وآخر لتعزيز قوّة عضلاته التي نمو مع تطوّر الحمل.
كيف يركل الجنين بطن أمّه؟
تبلغ قوّة حركة أو ركلة الجنين بعزم 4,5 كيلوغرام؛ حيث تبدأ الحركة باصطدام أطرافه بجدار البطن الأمامي عند دورانه، ويتحرّك على شكل حركاتٍ مُختلفةٍ منها الانقلاب من أعلى إلى أسفل أو العكس.
حركة الجنين في الثلث الثالث من الحمل
يستمرّ الثلث الثالث من الحمل بين الأسبوع 27 إلى 40 أي حتّى نهاية فترة الحمل، وفي هذه الفترة تبدأ أعضاء الجنين بالنّضوج، ومع التقدّم في أسابيع الحمل، تُصبح حركة الجنين أكثر صعوبة بسبب ضيق الرّحم نظراً لزيادة وزنه، ويبدأ رأسه بالتوجّه إلى الأسفل استعداداً للولادة.
من هنا، فإنّ الحامل قد تشعر بأنّ ركلة الجنين أصبحت أقوى مُقارنة بِما كانت عليه في الأشهر السابقة، نظراً لضيق المساحة المُتوفّرة للجنين لكي يتحرّك في الرّحم.
تجدر الإشارة إلى أنّ حركة الجنين المستمرّة خلال الحمل تُعتبر علامةً مُطمئنة، ولكن يُنصح بمُراجعة الطّبيب فور مُلاحظة أيّ تغيّرٍ مُفاجئ في نمط الحركة؛ سواء توقّف الجنين عن الحركة أو زيادتها بشكلٍ مُقلق واستمرارها من دون توقّفٍ لفترةٍ طويلة مع عدم وجود محفّزٍ لذلك.