يُمكن أن يشعر الطّفل الصغير بالغيرة من أخيه الكبير، لذلك لا بدّ من تعزيز التواصل معه لتفهّم مشاعره ومعرفة كيفيّة التعامل معها.
من هنا، يُنصح بأن يتمّ توفير وقتٍ خاص لقضائه مع كلّ طفلٍ على حدة، من خلال التّواصل مع كلّ طفلٍ كلّ صباح ثمّ مرّة أخرى خلال اليوم كما يجب على الوالدين تقبّل كلّ ما يقوله أو يفعله الطّفل ومحاولة فهم الوضع من وجهة نظره الخاصة؛ فهذا من شأنه أن يُبيّن للطّفل الصّغير أنّه محبوبٌ من قِبل أهله.
الطّفل الأصغر ليس نسخةً جديدةً عن الأوّل
ينمو الطّفل الأصغر مع فكرة أنّه متأخرٌ قليلاً عن أخيه ما يؤدّي إلى شعوره بالإحباط، ولكن في الوقت نفسه يكون هذا الأمر حافزاً له للعمل على تجاوز أخيه النموذج؛ وهنا تختلف النّظرة إلى الأمر بحسب الطّفل.
فالأصغر سناً غالباً ما يكون أكثر تمرّداً من أخيه الأكبر أو أخته الكبرى، لأنّه يبني شخصيّته من خلال سعيه إلى التّمايز والاختلاف عن أشقّائه الأكبر منه؛ فالطّفل الصّغير عادةً ما يشعر بالنّقص لأنّه يُدرك أنّه لا يحتلّ المرتبة الأولى في العائلة ولم يحز الامتيازات التي يتمتّع بها شقيقه البكر الذي يبدو له أنّه المثال الأعلى في العائلة القادر على فعل كلّ شيء.
هذا كلّه يجب أن يجعل الوالدين يُفكّران ملياً قبل التعامل مع الصّغير على أنّه نسخةٌ جديدة من الابن البكر، إذ أنّ كلّ طفلٍ يختلف عن الآخر في ما يُفكّر وما يُحبّ، وهذا يجب أن يظهر من خلال تصرّفات الأهل مع أطفالهم.
تجنّب مُقارنته بأشقّائه
تُعتبر المُقارنة بين الأطفال مُدمّرة بالنّسبة لهم مهما بلغت أعمارهم، فكيف إذا قام الأهل بمُقارنة الطّفل الصغير بالأكبر منه؟! هذا يُمكن أن يقتل كلّ رغبةٍ في داخله وكلّ حماسٍ في نفسه.
هذا الأسلوب يُساهم في تعزيز الغيرة بين الأطفال عن غير قصد ويُقوّي من الخصومة بينهم، وهي تولّد شعوراً لدى الطّفل الصغير بعدم احترام الذات كما يُمكن أن تُحفّز الأخ على التقليل من شأن أخيه.
التمييز في الهدايا
يُحاول الأهل أن يكونوا عادلين في عطائهم لأبنائهم أو التّعامل معهم بمساواة لكي لا يُعزّزوا الغيرة بينهم، ولكنّ إعطاءهم الهديّة نفسها يُعتبر أمراً غامضاً وليس عادلاً على الإطلاق.
لذلك، من الضّروري إعطاء الطّفل الصغير هديّةً تختلف عن الكبير وهذا يعتمد على أساس ما يحتاجه كلّ واحدٍ منهما لا على أساس المُساواة في ما بينهما في كلّ شيء.
أخيراً، يعتمد التّعامل مع الطفل على طبيعته وتقبّله لبعض الأساليب التربويّة كما أنّ الطّفل بحاجةٍ ماسةٍ لمُساعدة أهله لمعرفة حدوده والالتزام بها وفي الوقت نفسه الشّعور بأنّه فريدٌ من نوعه ويتمّ التعامل معه على هذا الأساس.