بالطرق المعتادة، المعتمدة على الفبركة والترهيب والتهديد بالذبح، دشن الإعلام المصري حملته من أجل حث المواطنين على الجلوس في بيوتهم وعدم النزول في يوم 11 نونبر القادم، والذي ينتظر أن يشهد مظاهرات ضد النظام المصري، بسبب الوضع الصعب اقتصاديا الذي أصبحت البلاد تعيشه من فترة ليست بالقصيرة.
وبدأت الحملة من طرف الإعلامي المصري أحمد موسى، المعروف بقربه من النظام الحاكم وخصوصا جهاز أمن الدولة، والذي سقط في فضيحة مهنية مدوية، عندما قام بنشر تويتة للدكتور أحمد البرادعي، الذي كان أحد المؤيدين لنظام عبد الفتاح السيسي قبيل وبعد الانقلاب العسكري قبل أن ينسحب من التشكيل الحكومة ويعود إلى النمسا.
وقام موسى في برنامجه “على مسئوليتي” الذي يذاع على قناة صدى البلد بنشر “تويتة” للبداعي ويدعو فيها إلى النزول إلى الميداين وحمل السلاح من أجل إسقاط النظام المصري الحالي، حيث وصفه موسى البرادعي بأبشع الأوصاف، لكن هذا ليس هو الخطأ المهني الذي قام به موسى، ولكن الخطأ كان هو تفليق التغريدة التي لم تكتب أبدا، بل وتجاوز عدد حروف التغريدة “المفبركة” 170 حرف، علما أن تويتر لا يسمح بأكثر من 140 حرف.
وكرد فعل على هذه الفبركة، علق البرادعي هذه المرة بتدوينة حقيقية قال فيها :”في الأنظمة الفاشية: بقدر ما يهبط الأفاكون إلى القاع بقدر ما يعلو أصحاب الضّمائر بقيمهم ومبادئهم، وسيبقى الحق فوق القوة”.
من جهته كتب دندراوي الهواري، مقالا في جريدة “اليوم السابع” المصرية قال فيه أن إعادة يوم جمعة الغضب 28 يناير، سيغرق مصر الآن في شلال من الدم، محذرا المصريين من سيناريو مرعب في حال مشاركتهم في المظاهرات.
وقال الهواري أن إطلاق اسم ثورة الجياع على حراك 11/11 هو تقليد لما حدث يوم 28 يناير، دون أن يكون هنالك أي إبداع في الطرح، معنونا :”هل يقبل المصريون تكرار سيناريو جمعة الغضب بكل حالات الرعب والفزع والقتل والحرق وخروج المجرمين من السجون ليسيطروا على الشوارع؟”، مضيفا :”نظرا للدعوات لثورة جياع، كان لزاما عليَّ إعادة نشر المقال،اتحاد ملاك يناير، ونشطاء السبوبة، خرجوا علينا الآن، بأن هناك انتشارا للجوع، وظلما يسير على الأرض، وإهدارا للكرامة الإنسانية، واختفاء قسريا، وهي الشعارات نفسها التي رددوها قبل ثورة 25 يناير”.
وفي نفس السياق، قال محمد أمين، الكاتب بجريدة “المصري” اليوم أن الجميع أصبح يريد الحديث باسم الغلابة (الفقراء)، معتبرا أن أغرب شيء أن أغرب شيء هو أن الجميع يتحدث باسم الغلابة، ولكن الغلابة لا يعرفون لا هذا ولا ذاك، مضيفا :”علك تلاحظ أن كل الذين يتحدثون باسم الغلابة ليسوا غلابة.. الدكتور أبو الغار ليس من الغلابة أبدا، ولا هو متحدث رسمي باسمهم، ولا يعرفهم، ولا عمره نزل إلى هذه المناطق.. والذين أطلقوا هاشتاج “حبيب الغلابة” أيضا ليسوا غلابة.. وربما كان جيدا لو كانوا غلابة، لكنهم “يتاجرون” بهم للأسف”.
وختم أمين مقاله بالقول :” هل هذا هو التفكير خارج الصندوق الذي يراه؟ الحمد لله على نعمة السيسي” !!