مع حلول شهر رمضان من كل عام في الجزائر تنتشر صورُ التدافع والتزاحم وسط الرجال والنساء والشيوخ والذي وصل حدّ التشابك والعراك بين المواطنين من أجل الظفر بمساعدة بائسة كما يعود الجدل القديم الجديد بشأن ما يطلق عليه محلياً “قفة رمضان” وهي مواد غذائية تقدمها الحكومة للفقراء في الشهر الكريم ففي حين يراها المسؤولون “إعانة” للمحتاجين يعتبرها آخرون “إهانة” لهم.
فقد ثبتت بالدلائل والتجربة خلال السنوات الماضية عمليات اختلاس وتلاعب في قيمة هذه القفة ووصولها إلى بعض المحتاجين متأخرة لذلك اعتبر العديد من الحقوقيين أن “قفة رمضان” إهانة للمواطن الجزائري قائلين أن هذا الأمر يمس كرامة الجزائري ولن نسمح به معتبرين أنه يكرّس مظاهر الطبقية في المجتمع عبر اصطفاف المحتاجين في طوابير العار طويلة أمام البلديات الأمر الذي يخدش كرامة وعزة العائلات المحتاجة كما رصدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وجود 10 ملايين جزائري يعيشون في فقر مدقع ويحرمون من حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك الغذاء ما يجعل توزيع الحكومة مساعداتها على مليون و700 ألف شخص لا يمثل إلا نسبة ضئيلة جداً من عدد المحتاجين رغم ان “قفة رمضان” هي إذلال للمحتاج وتعمل على غرس سلوك الخنوع والاحتقار والتي يغتنمها البعض للاختلاس منها على حساب المعوزين وتصبح هي ذاتها بؤرة من بؤر الفساد الذي ينخر جسد الدولة…كما أن الطبقة المعدمة في الجزائر في حالة توسع كبير في ظل المؤشرات الاقتصادية السلبية التي نعرفها وأن كل عائلة يقل دخلها عن 80 ألف دينار جزائري شهرياً (800 دولار أميركي) ليست قادرة على حياة كريمة خصوصاً في شهر رمضان الذي تتضاعف فيه المصاريف وترتفع فيه الأسعار بشكل كبير.