يعتبر التيار الإشتراكي العلماني المنبع الرئيسي للانتهازية السياسية وما يميز هذا التيار في بلدان العالم الثالث انه يوهم الشعوب المتخلفة انه هو المرجع الوحيد للرقي والحداثة والحقيقة أن هذا التيار مرجع للعيش بطرق ملتوية تقوم على الاحتيال واقتناص الفرص والصفقات المشبوهة وإذا شارك أصحاب هذا التيار في الحياة السياسية لا يكون هدفهم تحقيق الصالح العام وخدمة المواطنين بل تحقيق مصالحهم الخاصة وتعظيمها وحمايتها ولا يترددون في تغيير مواقفهم وتحالفاتهم إذا ما تغير ميزان القوى السياسي في البلاد.
ستصاب بالذهول للسقوط السياسي لهؤلاء السياسيين أمثال مصطفى بوشاشي الذين كانوا يطرحون أنفسهم كمعارضة وفي نفس الوقت يسيل لعابهم للسلطة فعند أول إشارة تراهم يلهثون وراءها ويتغيرون مئة وثمانين درجة ولا يهمهم إلا الموقع الذي سيحصلون عليه… أمثال مصطفى بوشاشي بعد أن تنفض السلطة ويفقدونها من بين أيديهم يبدأون بالنقد وتبيان السلبيات وكأن السلطة إلا بهم ولهم على الرغم أنهم لم يقدموا شيئاً ورغم فشلهم في تقديم ما ينفع الوطن والمواطن تجدهم يتخيلوا أنفسهم أن لا أحد سواهم فيتنطعون في كل مرحلة يجلسون في الصفوف الأمامية في كل مشهد سياسي وكأنهم أبطال كل العهود يتحدث هؤلاء عن الوطنية والقومية في زمن العهر السياسي الذي لا يجيد اصطياد إلا من يسقط في مسيرة النضال وهؤلاء باعوا كل عنترياتهم من أجل الوصول إلى السلطة… فنحن لا نعاني من فساد مالي فحسب بل هناك فساد أخلاقي خلقه النظام السياسي ونجح بوجود هذا النوع من نماذج الإنتهازيين السياسيين المتسلقين الذين اكتشف النظام أنهم كانوا يعارضون ولعابهم يسيل إلى السلطة فرمى الكرة في ملعبهم فتوالدت هذه النماذج وراح ضحية ممارساتهم الإنتهازية الوطن وهؤلاء المتظاهرون القابضون على جمر المعارضة الحقيقية… في الوقت الراهن نحن أمام عهر سياسي وممارسات لا أخلاقية عندما يحاول أمثال مصطفى بوشاشي بعد كل هذا الفشل الذي مارسوه أن يعيدوا إنتاج أنفسهم من جديد وكأن الوطن قد أقفر إلا من كفاءاتهم المعطوبة سياسياً وخلقياً ويريدون أن يقفزوا إلى بيت السلطة من جديد وليس من الباب الذي خرجوا منه بل من شبابيك المظاهرات ضد العهدة الخامسة لذلك الشعب الجزائري يتحمل مسؤولية طرد هؤلاء من المظاهرات وعدم الخجل من مواجهتهم ليفهموا أن معارضتهم ليست لشخوصهم فهذه لا تعني الوطن وهم ليسوا بذات قيمة تذكر فقط هي سلوكياتهم التي لا تخدم وطن ولا تنهض بمجتمع وأن سلوكياتهم التي قد جربت في المواقع التي اغتصبوها دون وجه حق هي السبب في الوقوف في مواجهتهم وما عادوا يصلحون للعودة لسرقة السلطة أيا كانت الوسائل والطرق التي يتبعونها يكفيهم ما حصلوا عليه من سرقة أموال الشعب وقوت أطفاله.