بعد اتساع رقعة المظاهرات برزت إلى السطح بعض المصطلحات الجديدة التي تعبّر عن حالة ما مثل مصطلح «الركوب على المظاهرات» الذي يعني استغلال الحدث والإستفادة منه بطريقة أو بأخرى استفادة مادية أو معنوية وفي السياق الذي نحن بصدده نجد أن البعض منا أصبح يحلو له الركوب على المظاهرات.
الركوب على المظاهرات يبدو عملية شاقة ومعقدة تستدعي الكثير من مساحيق التجميل وأربعة أقنعة على الأقل والخبث والذكاء وتستدعي كذلك إستراتيجية واضحة ودقيقة وهذا ما يفعله السياسيين وبعض من النخبة الحاكمة والفنانون وهذا ما يفرض على الشعب تحمّل مسؤولية التعامل مع هؤلاء وطردهم من المظاهرات لأن الوضع الحالي اختلط فيه كل شيء بكل شيء والتبست فيه الرؤية… نعم جميل أن نقف جميعا ضد الرئيس الحالي وان ننبذه وأن نصرخ بأعلى أصواتنا« لا للعهدة الخامسة» والأجمل من ذلك أن تكون هذه الصرخة نابعة من الأعماق ونابعة عن قناعة وموقف… موقف يبدأ من التنديد وينتهي بالمقاومة بأي شكل من أشكالها المختلفة وحسب ما هو متاح أما أن تكون هذه الصرخة حبرا على ورق وأن تتخذ وسيلة لمجرد الحضور والترويج لصورة الفنان الحاضرة بطبعها في مجتمع استهلاكي حدّ التخمة ولمجرد أخد صورة في المظاهرات لتبقى ذكرى شاهد على أحلك فترة من فترات تاريخ الجزائر الحديث فتلك هي الطامة الكبرى فمخجل جدا أن يحفظ التاريخ الشعارات دون الأفعال ومربك أن تحفظ ذاكرة الأرشيف الصورة وتسقط الأصل الذي كافح وناضل من أجل مقاومة نظام الجنرالات وصفاقة مواليهم… ففي الوقت الذي رفع فيه بعض فنانينا والمشاهير شعار «لا للعهدة الخامسة» وتصدروا عناوين الصحف ليولوا ظهورهم بعد انتهاء بروفا تصوير المظاهرات مستقلين سياراتهم الفخمة متجهين إلى وجهات الإستمتاع في أجواء مشحونة بالترف والملذات الحياة بأنواعها لذلك «لا للعهدة الخامسة» نريدها فعلا لا قولا ونريدها مبدأ نؤمن به لا شعارا نسوق به لأسمائنا وصورنا كدليل على حاجتنا لتبرير حضورنا في المشهد وفي المجال الذي ننشط ونعمل به لذلك يا أيها الخونة لا تركبوا مظاهراتنا.