لا يكاد يمضي يوم أو اثنان حتى نسمع بوقوع جريمة قتل أو إنتحار في الجزائر وهو ما أكدته الإحصائية السنوية التي تصدرها إدارة المعلومات الجنائية التابعة لجهاز مديرية الأمن العام فارتفاع نسبة الجرائم في الجزائر رأى فيه البعض مؤشراً خطيراً على اهتزاز النظام الاجتماعي وتفتت قيم الأمن المجتمعي في حين تعالت الأصوات الحقوقية التي تطالب بتغليظ العقوبات على الجرائم الجنائية إلى جانب دراسة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد في وقت تعجز فيه الحكومة عن توفير اقل شروط العيش الكريم للمواطنين.
ففي ظهر يوم أمس انتحر (ع.ع) رب أسرة ببلدية بئر الذهب (ولاية تبسة) بعد إقدمه على شرب مادة زيت السيارات وكان رب الأسرة في حالة فرار بعدما أضرم النار في منزله مما أدى بحرق اجساد كل افراد عائلته وكانت عناصر الدرك الوطني بذات البلدية قد ألقت عليه القبض في أحد المزارع بالقرب من البلدية ليتم نقله مباشرة لدائرة الشريعة أين أقدم الزوج على شرب زيت السيارات فور وصوله ليفارق الحياة مباشرة بعد نقله للمستشفى ببلدية بئر المقدم (دائرة الشريعة) كما شهدت منطقة حوش المخفي التابعة لبلدية أولاد هداج مساء امس جريمة قتل راح ضحيتها رجل الجريمة وقعت بسبب خلاف بين شقيقين أدى إلى تهور احدهم وقتل شقيقه بالسكين بكل وحشية في لحظة غضب وما علمناه من مصادر محلية فان القاتل سلم نفسه إلى مصالح الأمن المختصة.
في ضل كل هذه الوقائع والمعلومات والأرقام التي كشفت عنها الجهات المختصة في الجزائر والتي تعتبر صادمة ومقلقة إذ تشير الأرقام إلى ازدياد نسبة الجريمة في الجزائر على اختلاف أنواعها في حين يكاد يجمع مطلعون تحدثوا لـموقعنا على تزايد مطرد في معدل الجريمة في البلاد في السنوات الخمس الماضية عقب تسجيل ما يقرب من 440 ألف جريمة وسط مخاوف زيادتها في العامين 2019 و2020 إلى جانب رفض أجهزة الدولة الرسمية ربطها بتردي أحوال المعيشية للمواطن الجزائري التي شهدت زيادة في الفقر والبطالة وزيادة كلفة المعيشة اليومية كما يقول خبراء قانونيون إن عدم التطبيق الشفاف والصارم لعقوبة الإعدام في حالات القتل العمد أدى إلى انتشار عادات الثأر والقتل ومحاولة البعض أخذ حقه بيده لاعتقاده بعدم وجود عقوبة رادعة… أما أخصائيو علم النفس فقالوا أن للعامل النفسي والاجتماعي والديني دور هام في تفاقم نسبة الجريمة أو الانتحار إذ أثبتت الدراسات مؤخراً أن الجرائم التي تحدث على النطاق الأسري وخاصة الانتحار منها تعود لأمراض نفسية واجتماعية متراكمة داخل المجتمع أو العائلة الواحدة ومن ثم نجد جريمة قتل أو محاولة انتحار ما دمنا لا نعرف أين المشكلة فضلاً عن أن نجد حلاً جذرياً لها.