تحديات المراهقة
إن مرحلة المراهقة تكون أصلاً مليئة بالتحديات بالنسبة إلى المراهق، فهو يبحث عن تعريفات واضحة بما يخص هويته ومشاعره وجسده الذي يتغيّر، ما يولد عنده ما يسمى باضطرابات المراهقة، أي بعض أعراض الإنطواء، التمرّد، العصبية والسلوك المزعج وحدّة الطباع. وذلك نتيجة الصراعات الداخلية التي يمر بها، بين حاجته إلى الإستقلالية واضطراره للاعتماد على أهله، صراع الأجيال والفوارق بين طريقة تفكيره وطريقة تفكير أهله، التضارب بين غرائزه والتقاليد والمحرّمات الإجتماعية.
والأهل يلعبون دوراً بالغ الأهمية في هذه المرحلة من حياة أبنائهم، ومن الممكن أن يكون هذا الدور سلبياً أو إيجابياً، بحسب شخصيات الأهل ومهاراتهم التربوية، كما والأهم من ذلك هو حالتهم النفسية. فإذا كان أحد الأبوين أو كلاهما يعاني من أزمات نفسية، لا شك أن ذلك يؤثر بقوة على حياة الإبن في هذه المرحلة الدقيقة بشكل خاص.
كيف يتأثر المراهق باكتئاب أهله؟
الإكتئاب: غالباً ما تكون أعراض الإكتئاب معدية، فيتأثر المراهق باكتئلب والده، ومن الممكن أن تكون ردات فعله عبارة عن الإنطواء أكثر والإنعزال عن الحياة الإجتماعية، أو أن يثور أكثر ضد المجتمع ويعبّر عن كرهه للظلم، أو عن عدم رضاه عن العائلة والمكان اللذين ولد فيهما.
الإحساس بالذنب: ممكن أن يشعر المراهق في هذه المرحلة أنه هو السبب في اكتئاب والديه، وذلك في حال كانت المشاكل التي يعاني منها الوالدان مادية أو مرتبطة بتأمين حاجيات العائلة الأساسية.
القلق: إكتئاب الوالدين يمكنه أن يسبب قلقاً مزمناً لدى المراهق، لأنه حتى وإن كان في صراع مع الأهل في هذه المرحلة، إلا أنه يخاف كثيراً من فقدانهم أو من تعرّضهم إلى المشاكل الصحية. وفي بعض الأحيان يسعى إلى مواساتهم، بينما في أوقات أخرى يثور على حزنهم المستمر.
التحصيل العلمي: هذه الضغوطات النفسية التي يعاني منها المراهق في حالة اكتئاب الأهل تظهر نتائجها في قدرته على التحصيل العلمي، وعلى التركيز والإنتباه في المدرسة. وذلك يزيد من عصبيته ومن اكئاب والديه.
سوء التغذية: ممكن لأعراض الإكتئاب والقلق والعصبية أن تُترجَم بسوء التغذية، ونعني بذلك زيادة في الوزن أو على العكس نحافة مفرطة، وفي الحالتين من الممكن أن يؤدي ذلك إلى أمراض جسدية على المدى القريب والبعيد.
فكونوا أيها الأهل فرحين لتنقلوا هذه العدوى الصحية إلى أولادكم، واحذروا من الإكتئاب وعالجوه فهو يسيء إلى حياة الأشخاص الأقرب إلى قلوبكم.