تأثير الصّدمة النفسيّة على الطّفل
يُعتبر تعرّض الطّفل لصدمةٍ نفسيّة من الأمور الصّعبة والتي لا يتوقّف تأثيرها عند حدود الوقت الحاضر الذي يعيشه، بل يمتدّ هذا التّأثير لكي يطال مستقبله.
يتجلّى تأثير الصّدمة النفسيّة على الطّفل بأشكالٍ عدّة مليئة بالخوف والسوداويّة واليأس، وهو ما تؤكّده دراسة حديثة تفيد بأنّه إذا مرّ الطّفل بتجربةٍ صعبة وهو في سنّ تتراوح بين 7 أعوام و16 عاماً، فإن أثر ذلك يلازمه طيلة حياته ويؤثّر بشكلٍ مباشر على صحّته ويسبّب له تعباً نفسياً قد يمتدّ إلى أضرارٍ جسديّة بيولوجية بالغة في ما بعد.
أعراض ما بعد الصّدمة
عادةً ما تكون استجابة الأطفال مختلفة للصّدمة النّفسية، ونقدّم لكم في ما يلي بعض الاستجابات الشّائعة من قبل الأطفال:
1- صعوبة في النّوم: غالباً ما يجد الطّفل صعوبةً في النّوم مباشرةً بعد تعرّضه للصّدمة النّفسية، وعندما يغفو يتعرّض للكثير من الكوابيس والأحلام المخيفة. وأحياناً قد تظهر هذه الأعراض بعد أيّام من الصّدمة.
2- الخوف والقلق: غالباً ما ينتاب الطّفل بعد أيّام أو أسابيع من الصّدمة النّفسية التي تعرّض لها الخوف والقلق ممّا عاشه. وقد يؤثّر ذلك على حياته اليوميّة؛ في المدرسة والمنزل وأيضاً على علاقاته مع أهله وأصدقائه.
3- التبوّل الليلي: قد تظهر على الطّفل علامات التّبوّل الليلي في حال تعرّضه في السّابق لأزمة نفسيّة ناتجة عن صدمة عاشها ولم يستوعبها دماغه.
4- ضعف التركيز: هذا العارض قد يؤذي الطّفل كثيراً خصوصاً في المدرسة وفي تفاصيل حياته اليوميّة، وقد يكون ضعفاً قويّاً أو بسيطةً بحسب الصّدمة النّفسيّة التي تعرّض لها.
5- التمرّد: يُعتبر التمرّد من أبرز ردّات الفعل لدى الأطفال لدى تعرّضهم لصدمةٍ نفسيّة، وهذا التمرّد يظهر لاحقاً، فيجعل الطّفل دائم التوتّر من دون أيّ مبرر ولا يطيع توجيهات ذويه.
6- الصّداع وآلام المعدة: غالباً ما يظهر الصّداع والإصابة بآلام في العدة عند يكبر الطّفل قليلاً وقد لا يعلم انّ هذه الأعراض ورثها عن صدمةٍ نفسيّة تعرّض لها سابقاً.
كلّ هذه الأعراض التي ذكرناها تُعدّ استجابةً طبيعيّة لأحداثٍ صدمت الطّفل في وقتٍ معيّن من حياته، قد تتطلّب المساعدة أحياناً من قبل ذويه والأصدقاء.