كيف صدقتك ؟ بل كيف لي ألا أصدقك و عيناك ليس فيهما كذب
و لا خداع…..
لا أعلم لما لم أنسى يوم لقيانا كما أنسى أي شيء تافه ، لا أعلم
لم آلمني الى درجة أنه حفر فقلبي فتوجهت صوبك ما أن رأيتك
و صرخت في وجهك : ” لم يكن الذنب ذنبي أيها الشاب …
و ما كان عليك أن تهينني بتلك الطريقة … ” تصورت أنك سترد لي
الصاع صاعين لكن بريق عيناي اللتان كادتا تدمعان جعلك تعتذر
و تقول أنا آسف …
كان يجب أن تعتذر … من البديهي أن تفعل .. لكن لا أعلم لما
رفعك ذلك في عيني و جعلك تشقك طريقك نحو قلبي …
لا أعلم بعدها كيف تقاربنا … تقاربنا و بشدة
أصبحت أعشق مكالمتك دون أن أدري، أشتاق لرؤيتك كل يوم
أصبحت كل حياتي …
كان الكل يحسدني عليك … كنت أرى ذلك في نظراتهم
لم يكن يحبني بهذه الطريقة على هذه الأرض بعد أبي سوى أنت
و لم و لن يحبك أحد مثلي أبدا
أتعلم ما كنت لي ؟
كل الأحلام … نعم كل الأحلام
كل شيء كنت أتخيله معك .. كنت دوما غايتي الكبرى
التي قد أضحي من أجلها بشيء
بم نحلم ؟ نحلم بما يجعلنا سعداء
و وحدك أنت كنتَ قادرا على إسعادي فقط بوجود قربي
و لا شيء بعد قد يسعدني و لو للحظة
أخبرني يا أميري كيف يعيش من ماتت كل أحلامه ؟
كيف يحيا من ضاعت كل آماله ؟
قهرني الحزن، فهرني الحزن في بعدك، اشتقت لك بحجـم
السماء، لم أعد أقدر أكثر، أفلم تشتق لي يا أميري؟ألم يترأف
بقلبي المسكين؟أتعبتني فكرهتك و كرهت الحب….متى
سأتوقف عن بكائك متى ؟؟؟
أخبرتني يوما أني أن الحزن لا يليق بي
أتذكر ؟ يوم كنت ستسافر بعيدا …
لطالما كنت بعيدا عني .. لكني لأول مرة أحس أنك ستبتعد عني
ستبتعد قلبا و روحا و وجدانا …
لم أستطع حبس دموعي التي قاومتها بضراوة
نظرت لي يومها نظرة كلها أمان كأنك علمت ما بي فأردت
أن تطمئنني … و قلت لي لا تبكي يا سلمى … لا تبكي
أجبتك بابتسامة و رحلت ….
و أخبرتني بعدها كم آلمتك دموعي ..
فما بالك ما عدت تبالي بها ؟ ….