أفاد عمرو عبد اللطيف، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أن بلاده قامت بالتصويت للمشروعين الروسي والفرنسي المستهدفين للدخول في هدنة بروسيا، خصوصا بمدينة حلب، منتقدا في نفس الوقت وضعية مجلس الأمن الحالية، والتي أصبحت على حد قوله مكانا للمشاورات في إطار التكرار وتسجيل المواقف التقليدية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ولم ينجح القرار الروسي في مجلس الأمن والذي كان يهدف إلى إحياء إتفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد انهارا في وقت سابق في سورية، حيث لم يصل عدد المصوتين إلى 9 أصوات هو الحد اللازم الأدنى لإقرار القرار، ما جعل روسيا لا تستعمل الفيتو من أجل دعمه.
مندوب مصر لدى الأمم المتحدة قال أن بلاده كانت تدرك أن الفشل سيكون هو المصير الحتمي للمشروعين الفرنسي والروسي، لكن التصويت في صالحهما كان يهدف حسب ذات المتحدث إلى التعبير عن موقف الغضب مصر التي ذاقت ذرعا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة في الصراع السوري، مطالبا خلال كلمته بعض رفض المشروعين الخاصين بمدينة حلب مجلس الأمن بإيقاف المأساة بروسي قائلا :” ضعوا حدا للتنافس والمطامع والخلافات السياسية التي تكلف السوريين أرواحهم”.
هذا وأضاف عمرو عبد اللطيف متوجها نحو دول مجلس الأمن قائلا :” الفرصة ما زالت سانحة للتعاطي الجاد مع الأزمة السورية، وإن كان أعضاء هذا المجلس قد أعربوا جميعا عن رغبتهم في وقف نزيف الدماء، فستأخذ مصر هذه المواقف على محمل الجد؛ لذلك، ورغم اختلاف المقاربة التي تضمنها المشروعان اللذان تم طرحهما للتصويت اليوم، دعونا نتفق على أنهما تضمنا نقاطا رئيسية يتعين البناء عليها خلال الأيام القليلة الماضية، وهي في حقيقة الأمر النقاط التي صوتنا لصالحها اليوم”.
وختم المندوب المصري كلامه بالتأكيد على استعداد بلاده في العمل ضمن مجموعات دولية مع الأعضاء الدائمين أو حتى غير الدائمين في مجلس الأمن من أجل تحقيق العناصر التي تمت الإشارة إليها في وقت سابق، داعيا مجلس الأمن إلى التعاطي مع الواقع والحقيقة التي يعيشها الوضع السوري من أجل وضع حد لهذه المأساة.
هذا وانتقد عند الله المعلمي، المندوب السعودي في الأمم المتحدة النظام المصري بعد أن صوت بالموافقة على المشروع الروسي حول مدينة حلب.
وقال المعلمي في تصريحات إعلامية خص بها قناة الجزيرة القطرية أن القرار المصري كان مؤلما، خصوصا عندما يكون موقف السنغال وماليزيا أقرب إلى الموقف التوافقي العربي مع المندوب العربي، مضيفا أنه يعتقد أن السؤال يجب أن يوجه إلى المندوب المصري.
وأضاف المندوب السعودي :”تبنينا المشروع الإسباني الفرنسي لوقف العنف في حلب.. صوت لصالحه 11 عضوا، وكان ضده روسيا وفنزويلا”.
هذا ويبدو هذا التصويت مهما في العلاقة الثنائية بين مصر والمملكة العربية السعودية، حيث يبدو أن نظام عبد الفتاح السيسي إنضم إلى قافلة معسكر رئيس النظام السوري بشار الأسد وإيران وروسيا، وهو ما يعتبر طعنة في ظهر المملكة العربية السعودية، التي دعمت نظامه بملايير الدولارات بعد إنقلابه العسكري على جماعة الاخوان المسلمين، العدو المشترك بين الدولتين.