تتميّز الحياة الزوجيّة ببعض المشاكل الخفيفة التي تنتج عن اختلاف الآراء بين الزوجين، وهذا أمرٌ أكثر من طبيعي ومن الضّروري أن يحدث في بعض الأحيان وفي عددٍ من الأمور ولا يُمكن التهرّب منه.
وينطبق اختلاف الآراء بين الزوجين أحياناً على نظرتهما إلى العائلة؛ حيث قد يرغب الزوج بإنجاب طفلٍ بينما يُمكن أن ترفض الزوجة هذا الأمر لعدّة أسباب.
الإصغاء إلى الشّريك
هناك فارق كبير بين الإستماع والإصغاء، وفي حال رفض الزوجة الإنجاب بينما أراد الزوج ذلك لا بدّ من حرص كلا الطرفين على الإصغاء إلى الآخر والاستماع إلى وجهة نظره.
يُنصح بأن تتمّ جلسة الحوار والإصغاء هذه بقلبٍ مفتوح ووجهة نظر حياديّة بعيدة عن الرأي الخاص، مع محاولة تقبّل مشاعر الآخر بشأن الموضوع والرّغبة أو عدم الرّغبة في الإنجاب؛ وذلك لفهم ما يدور في عقل الشّريك وقلبه للتّعامل الجيّد والمُنصف مع المُعطيات المُقدّمة منه.
تحديد أسباب الرّغبة في الإنجاب أو عدمها
قبل البدء بمُناقشة الموضوع مع الشّريك، لا بدّ من تحديد الأسباب الكامنة وراء الرّغبة في الإنجاب أو عدمها.
فقد تكون رغبة الزوج في الإنجاب ترتكز على حبّه للعائلة الكبيرة وللأطفال أو لكسر الروتين أو على سببٍ آخر، وكذلك رغبة الزوجة في عدم الإنجاب قد تُخفي أسباباً عدّة منها أنّها غير مستعدّة بعد نفسياً وجسدياً للحمل والولادة، أو لأسبابٍ مالية أو خوفاً من المسؤوليّة، أو أنّها قد تطلب من الزوج انتظار فترةٍ مُعيّنة في كان وجود طفلٍ آخر لا يزال بحاجةٍ إلى اهتمام ورعاية لكي تتجنّب التعرّض للتعب والإرهاق.
عند طرح الأسباب بشكلٍ واضح ومن دون مواربة، لا شكّ في أنّ هذه الطريقة من شأنها أن تُقنع الآخر وعندها يتمّ الانتقال إلى مرحلةٍ أخرى أكثر تقدّماً وهي التوصّل إلى حلّ وسطي يُرضي الطرفين كتحديد مهلة معيّنةٍ قبل التّخطيط للحمل والإنجاب.
التحرّر من الأفكار المُسبقة وتجنّب الحكم على المستقبل
في حال لم يقتنع أيّ من الطرفين بأسباب الآخر، لا ينبغي اللجوء إلى العصبيّة والتوتّر بل كلّ ما يُمكن فعله هو إرجاء المُناقشة إلى وقتٍ آخر يكون مناسباً أكثر.
ومن المهمّ تجنّب الحكم على المستقبل والتحرّر من الأفكار المُسبقة وعدم إقفال الباب أمام مُناقشة الموضوع من جديد.
هذه الخطوات تُعتبر أساسيّة للحفاظ على التفاهم بين الزوجين وتُعزّز ثقافة الحوار الضّروريّة في كلّ أسرة كما أنّها تُقرّب الزوجين من بعضهما البعض وتُمتّن علاقتهما.