قال عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية المنتهية ولايتها أن سيعتزل السياسة نهائيا إذا ما لم يفز حزبه بالمركز الأول في الانتخابات المقرر إجراؤها يوم الجمعة 7 أكتوبر في المغرب، مؤكدا ثقته في فوز حزبه بولاية تشريعية ثانية.
وأضاف بنكيران في مقابلة أجراها مع قناة “بي بي سي” أنه لا إصلاح في المغرب دون وجود للعدالة والتنمية، ومعتبرا أن بنية النظام السياسي المغربي الحالية تسمح بمواصلة الإصلاح في إطار الاستقرار..
وقال أمين عام حزب العدالة والتنمية أن الوضع في البلاد قد تحسن بشكل كبيرا وهو ما يجعل الحزب يتشبث بالاستجابة لنداء الوطن كيفما كان الحال.
هذا ويقوم بنكيران في الوقت الحالي بجولة داخل المملكة المغربية من أجل التسويق لحزبه، رغم الصعوبات الكبيرة التي يلقاها من طرف السلطات المغربية، بسبب عدم رضى ما يسمى بـ “الدولة العميقة” بوصول الإسلاميين لرئاسة الحكومة للمرة الثانية.
وكان حزب العدالة والتنمية قد قدم عدة شكاوى ضد رؤساء الأحياء ورؤساء الجماعات المحلية الذين يحثون المواطنين على التصويت على حزب الأصالة والمعاصرة والتي يعتبر مقربا من البلاط الملكي، حيث اختلفت الطرق ما بين ترهيب وترغيب، حيث قالت بعض قيادات العدالة والتنمية أن هنالك من المواطنين من تلقى تهديدات بالسجن إذا ما لم يصوت على الأصالة والمعاصرة، الحزب الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك محمد السادس وصديقه الشخصي.
وأكدت قيادات العدالة والتنمية أنها على علم كبير من أن الوضع لن يمر في شفافية كاملة، ولكن هذا لا يمنع من أن تصدر الانتخابات يبقى حلما واقعيا، نظرا للدعم الجماهيري للحزب في الفترة الحالية.
وصرح عبد الإله بنكيران في مهرجاناته الخطابية قائلا أنه على ثقة في تصدر حزبه للإنتخابات، نظرا لثقته في حصيلته الحكومية الأولى والتي تعتبر خير شفيع له عند الناخب المغربي، موجها في كل مرة مدافعه الثقيلة نحو خصومه السياسيين حيث كان قد قال في مهرجانه الخطابي المقام بمدينة طنجة :” لو كنت أرى أن هنالك شخصا ما، أمينا عاما يستحق الوصول إلى رأس الحكومة لإنسحبت، لكن الوضع بعيد عن ذلك، خصوصا في وجود أمين عام أو إثنين من الخطرين “في إشارة للأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي المغربي”.
هذا وكان حزب العدالة والتنمية قد استفاد من الحراك الشعبي في الدول العربية والذي عرفه المغرب بدرجة أقل من أجل الوصول للسلطة بعد تغيير الدستور المغربي، واعتماد دستور 2011، الذي أعطي صلاحيات واسعه لرئيس الحكومة، المسمى الجديد للوزير الأول.
وأكد بنكيران في أكثر من فرصة تشبثه الكبير بالنظام الملكي بالمغرب، على اعتبار أن الملك هو الضامن لإستقرار البلاد، ولكنه أعلن حربه على بلاطه، وهو ما جعل القصر الملكي يتدخل في أكثر من مرة، يكون أغلبها لصالح مستشاري الملك.