هناك العديد من الدوافع التي تجعل الوالدين يرغبان بتحديد نوع الجنين قبل الحمل، وبفضل التقنيات الحديثة أصبح هذا الأمر في متناول اليد اليوم بنسبة نجاح عالية ممكن أن تصل إلى 100%. فما هي أسباب تحديد جنس الجنين، وما هي الطرق العلمية وغير العلمية التي تساعد على ذلك، وما هي نسب نجاحها؟
نظرة إلى الأسباب
في بعض الحالات، يكون هناك خلل في الكروموزومات Y عند الأجنة الذكور، وقد يؤدي هذا الخلل إلى حدوث تشوّهات لديهم أو إلى فقدانهم، لذلك يعمل الطبيب على مساعدة الزوجين على إنجاب الإناث أو على إنجاب الذكور السليمين.
من ناحية أخرى، يهدف بعض الأهل إلى تحقيق التوازن الأسري في عائلاتهم، فيسعى بعضهم إلى إنجاب الذكور إذا كان لديهم إناثاً، والعكس صحيح أيضاً.
طرق تحديد جنس الجنين
المعروف أن الحيوانات المنوية تحمل نوعين من الكرومزومات X وY، وعندما يتم القذف فإن هذه الكروموزومات تنفصل وتنطلق نحو البويضة. أما هذه الأخيرة فهي تحمل الكروموزومات X. لذلك عندما تلتقي الحيوانات المنوية بالبويضة ويتم الإخصاب، إذا استطاع الكروموزوم Y أن يخصّب البويضة فإن الجنين يكون ذكراً، أما إذا تم التخصيب من قبل الكروموزوم X فإن الجنين يكون أنثى.
يمكن أن يتم تحديد جنس الجنين من خلال طرق عديدة تختلف نسب النجاح فيها بحسب طبيعتها العلمية وغير العلمية، وأبرز هذه الطرق نذكرها لك في ما يلي:
توقيت ممارسة العلاقة الحميمة: إن الكروموزومات Y الذكورية هي أسرع في الوصول إلى البويضة من الكروموزومات الأنثوية X، ولكن هذه الأخيرة أقوى وتبقى قادرة على تلقيح البويضة لمدة أطول من الكروموزومات الذكورية التي تضعف سريعاً بعد إطلاقها. لذلك إذا تم الجملع قبل يوم التبويض بيومين أو ثلاثة فإن الأرجحية تميل نحو إنجاب الإناث، أما إذا تم الإخصاب في يوم التبويض أي عندما تكون البويضة جاهزة فإن الجنين على الأرجح سيكون ذكراً. ويمكن تحديد يوم الإباضة بواسطة الإختبار المنزلي الخاص بذلك والمتوفّر في الصيدليات، أو من خلال عد الأيام وصولاً إلى اليوم الذي يقع في منتصف الدورة الشهرية غذا كانت منتظمة.
من خلال التلقيح الصناعي: وهنا تتم غربلة الحيوانات المنوية والاحتفاظ من بينها بالتي تحمل الروموزوم المطلوب. وفي الوقت عينه يتم إعطاء المنشطات للمبايض لإنضاج أكبر عدد من البويضات لدى المرأة، ويتم بعد ذلك التلقيح الصناعي. ولكن نسبة نجاح هذه الطريقة لا تتعدى 70% لأنه من الممكن أن يكون هناك بعض الحيوانات المنوية من الجنس غير المطلوب في الغربلة.
فصل الأجنة: وذلك يتم من خلال تقنية الحقن المجهري، وتُعتبَر هذه الطريقة هي الأنجح في تحديد نوع الجنين، وذلك لأن الطبيب ممكن أن يحدد نوع الكروموزومات التي تحملها الحيوانات المنوية المأخوذة من السائل قبل حقنها في البويضة الناضجة وتخصيبها.