تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت مساء الأربعاء على مدينة تبسة في خسائر بشرية و مادية تمثلت في وفاة طفل (5 سنوات) و إصابة 18 شخصا آخر بجروح متفاوتة و تضرر العديد من السكنات و المنشآت العمومية التي غمرتها السيول، حسب ما أكده يوم الخميس والي الولاية عطاء الله مولاتي.
وأضاف ذات المسؤول خلال تنشيطه بمقر الولاية ندوة صحفية حول الكارثة الطبيعية رفقة المفتش العام لوزارة الموارد المائية، سليمان زناقي، الذي حل بالولاية للاطلاع عن كثب على حجم الأضرار التي خلفتها هذه الوضعية المناخية الاستثنائية بأن قرابة 200 بالوعة تعرضت للانسداد و تضرر قنوات الصرف الصحي و شبكات التزويد بمياه الشرب بفعل السيول الجارفة.
واستنادا لنفس المسؤول فإن الأمطار الطوفانية التي تعرضت لها الأحياء السكنية بمدينة تبسة تسببت فيها الكميات الكبيرة من الأمطار المتساقطة و كذا فيضان وادي الناقص الذي يعد أحد أهم الأودية بالمدينة، مشيرا كذلك إلى تسجيل سيول جارفة بوسط و جنوب عاصمة الولاية.
وأكد ذات المسؤول أن الوضع الذي خلفته هذه الكارثة الطبيعية “تحت السيطرة”، مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على التكفل بكل الانشغالات و مواجهة تداعيات تقلبات الطقس التي عرفتها المدينة أمس الأربعاء.
في ذات السياق كشف السيد عطا الله مولاتي أن المصالح المعنية قد اتخذت جملة من الإجراءات الاستعجالية أهمها إعادة تأهيل و تنظيف البالوعات المجاورة لوادي الناقص و كذا تلك المتواجدة عبر إقليم مدينة تبسة من أجل تفادي أي فيضان آخر محتمل.
من جهته ذكر المفتش العام لوزارة الموارد المائية أن هذه الوزارة خصصت منذ سنة 2010 مبلغا ماليا بأكثر من 100 مليار د.ج موزع عبر ولايات الوطن بهدف حماية المدن من الفيضانات.
وأوضح سليمان زناقي الذي حل بولاية تبسة لمعاينة عن قرب حجم الأضرار التي تسببت فيها الأمطار الطوفانية ليوم أمس الأربعاء و فاقت 50 ملم بأن الوزارة الوصية قد رصدت هذا المبلغ المالي “الهام” لحماية المدن من الكوارث الطبيعية و بالأخص الفيضانات من أجل تجنب خسائر مادية و بشرية محتملة.
وأضاف أن الوزارة الوصية و في إطار البرنامج الوطني المخصص لحماية المدن من الفيضانات قد اقتنت 100 محطة للتنبؤ بحدوث كوارث طبيعية و تقدير الأخطار الناجمة عن الفيضانات قبل حدوثها، موضحا أنه قد تم الانطلاق في العمل بها على مستوى 3 ولايات و هي البليدة و المدية و الشلف في انتظار تعميم التجربة -كما قال- عبر كامل ولايات الوطن.
ولمواجهة مخلفات الأمطار الطوفانية التي تعرضت لها مدينة تبسة أمس الأربعاء، كشف ذات المسؤول عن تسخير أزيد من 110 أعوان تابعين لمديريات الموارد المائية و الديوان الوطني للتطهير لـ 5 ولايات مجاورة و هي سوق أهراس و خنشلة و باتنة و قالمة و أم البواقي، إلى جانب قرابة 250 آلية و عتاد تقني لشفط المياه التي غمرت المنازل و إزالة الأوحال من الطرقات.