نفى رئيس النظام السوري بشار الأسد الاتهامات التي وجهتها له الولايات المتحدة الأمريكية بمهاجمة قافلة للمساعدات الإنسانية بمدينة حلب، مضيفا أن الغارات التي تمت على مناطق النظام السوري بدير الزور كان متعمدة واستمرت لحوالي ساعة.
ورفض الأسد في مقابلة له مع واكلة “أسوشيتد برس” الأمريكية بقصر المهاجرين بالعاصمة السورية دمشق أن يكون الطيران الروسي أو السوري قد قاما بهذا الهجوم على القافلة الإنسانية والذي أدى إلى مقتل 12 شخصا كان بينهم مدير الهلال الأحمر بالمدينة المحاصرة.
وقال الأسد أن المساعدات الإنسانية كانت تصل إلى جميع المناطق والمدن السورية خلال السنوات الماضية معتبرا اتهامات أمريكا دسائس يتم وضعها كما فعلت أمريكا منذ بداية الحرب، عندما بدأت باختلاق العديد من الأكاذيب لا أساس لها من الصحة على حد قوله، متهما “المسلحين والإرهابيين” بالهجوم على القافلة.
الأسد فضل أيضا النفي عندما تحدث عن موضوع حصار الجهة الشرقية من حلب ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ملقيا باللوم على إدارة أوباما بسبب إنهيار الهدنة ووقف إطلاق النار التي كانت قد أعدت خصيصا لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة مضيفا أن الصراع بدأ منذ سنوات، فلو كان نظامه فعلا يقوم بحصار على المدينة، لما كان هنالك شخص حي الآن في مدينة حلب، متهما المحاصرين في حلب بالقيام بقصف للمناطق القريبة حيث قال ساخرا :” إذا كانوا محاصرين حقا، ولا يستطيعون الحصول على الأكل والماء والدواء، فكيف يمكنهم الحصول على السلاح، هذا الأمر غير منطقي على الإطلاق”.
وأضاف الاسد موجها كلامه لساكنة المدنية :” كيف أنكم لازالتم أحياء، لماذا لديكم مسعفون اذا ما لم يكن لديكم أطباء، وكيف تقولون أننا نهاجم المستشفيات؟ أما إذا كانت لديكم مستشفيات فكيف تمكنتم من الحصول على ذلك، وكيف تمكنتم من الحصول على السلاح للحفاظ عليها ؟”.
من جهة أخرى، أكد الأسد على أن الهجوم الذي تم من طرف أمريكا على مناطق تابعة للجيش السوري كان متعمدا بالفعل، معتبرا أن الإدارة الأمريكية لا تملك الإرادة الكافية من أجل الانضمام لروسيا من أجل قتال “الإرهابيين” على حد وصفه.
وأفاد الأسد أن الهجوم استمر لمدة ساعة كاملة بأربع طائرات وجهت نيرانها للقوات السورية، معلقا :” كيف يكون الهجوم عرضيا ؟ علما أن الهجوم كان على مساحة واسعة، لا على مبنى، ولم يكن هنالك إرهابيون” متسائلا :” كيف علم داعش بالهجم وحشد قواته ليسيطر على التلة بعد الهجمة الأمريكية بساعة واحدة فقط، الهجوم كان متعمدا بدون أدنى شك”.
واعتبر رئيس النظام السوري أن أعداؤه هم الوحيدين المسئولين عن الوضع المأساوي الذي وصلت له سوريا الآن، مع اعترافه ببعض الأخطاء، لكنه نفى أن يكون عاجزا عن السيطرة على الوضع عكس ما كان قد صرح في الأمس القريب”، متهما “الدعم الخارجي” المسئول الأول عن استمرار النزاع مع الثوار والفصائل قائلا :” عندما يكون هنالك الكثير من العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها، فهي ستجر معها الجميع”، متابعا :” لا أحد في العالم يعلم الآن متى ستنتهي الحرب، السوريون الذين فروا من البلاد سيعودون بدون شك إذا ما توقفت الولايات المتحدة الأمريكية السعودية وقطر وتركيا عن دعم المتمردين”.