إن المعارضة السياسية كمصطلح يقترن بالأحزاب السياسية وقد تتمثل المعارضة بحزب واحد أو مجموعة أحزاب وهي ترتدي أشكالا متنوعة من النضال فقد يكون نضالها مشروعا بقانون تشرّعه مؤسسات الدولة المعنية وهذا ما تعترف به الدول التي تعتمد النظام الديمقراطي في إدارة الدولة،ومثل هذه النظم ضمنا تؤسس لمبدأ تداول السلطة بالمقابل ثمة أنظمة ديكتاتورية تحظر على المعارضة النشاط السياسي كما حال كثير من بلدان العالم ومن ضمنها الأقطار العربية والمعارضة تتنوع أشكال نشاطها فمنها من يمارس العمل السياسي السلمي وأخرى قد تعتمد الكفاح المسلح نظرا لنفاذ كل وسائلها السلمية مع الانظمة الديكتاتورية.
إن المعارضة من السمات اللصيقة بالنظم الديمقراطية وتعتبر من المكونات الرئيسية للنظام الديمقراطي حيث تنطوي الديمقراطية على عدة قيم أساسية مثل المساواة والحرية والمشاركة والتعددية. ان اختلاف المعارضة باختلاف نظام الحكم حيث يلاحظ وجود اختلاف في شكل المعارضة وفقاً لشكل نظام الحكم وما إذا كان فدرالياً أو رئاسياً أو ملكياً كما يمكن أن تختلف باختلاف البيئة والظروف فمثلا المعارضة في الانظمة الملكية العربية ليس هي نفس المعارضة في النظام الملكي البريطاني وكذلك المعارضة في الانظمة الجمهورية العربية ليس هي نفس المعارضة في الانظمة الجمهورية الاوربية . اما علاقة الحكومة والمعارضة والتساؤل الذي يمكن إثارته في هذا الإطار هو هل علاقة الحكومة بالمعارضة هي علاقة صدام دائم بالضرورة وهل يفترض أن تنتقد المعارضة كل ما يصدر عن الحكومة من قرارات وسياسات دائما بالضرورة وللإجابة عن هذا التساؤل يمكن القول إن هناك جوانب وقضايا قد تكون من عوامل التوافق والتقارب بين الحكومة والمعارضة فكلاهما ينتمي إلى نظام واحد وكلاهما يسعى إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن وإن اختلفت الأساليب أو التفاصيل وكلاهما يعمل على تعظيم دور الدولة التي ينتمي إليها في مجالات التنمية الاقتصادية وفي مجال تعظيم دور الدولة في المجالين الإقليمي والدولي ولذلك قد لا يكون من الغريب أن نجد مشاورات ومواقف متقاربة بين الحكومة والمعارضة هذه المواقف التي نتكلم عليها نقصد بالطبع الدولة المتقدمة في المجال الديمقراطي اما عندنا في الجزائر فالمعارضة والحكومة يتفقان على تحقيق مصالحهم الشخصية والضيقة المتجلية في نهب ثروات البلد .
ان الاسباب الرئيسية لعدم تمكن الاحزاب نفسها من ان تؤدي دورها كمعارضة مقيٌمة للوضع العام و مصححة للأخطاء و مرممة للثغرات و تبحث عن مصلحة الشعب هي عدم اختلافهم عن الاحزاب السلطة في التركيب و العمل الحزبي الفعلي على الارض و في المناهج و تطبيق الديمقراطية و الشفافية و الفساد داخل احزابهم و هم يصرخون منادين تطبيق البرامج المثالية من قبل السلطة قبل ان يلتزموا هم بأنفسهم بها داخل سلطتهم الحزبية فطبيعة عملهم الشكلي و الجوهري لا يختلف بقيد انملة عن احزاب السلطة .الفساد الذي ينتقدونه فهم قبل السلطة يتصفون به داخل احزابهم و بصريح العبارة ان وجوههم و صفاتهم و تصرفاتهم و خلفياتهم و وضعهم الاجتماعي الذي يميل الى عيشة البذخ والترف وأبنائهم الذين يدرسون في افضل الجامعات الدولية تجعلك تقول في الاحزاب الحاكمة والمعارضة في الجزائر لا يوجد في القنافذ أملس .