لا شكّ ان للضغوطات الحياتية والمهنية تأثير كبير على صحة الوالدين النفسية والجسدية ما قد ينعكس سلباً على طريقة تعاملهما مع طفلهما. دون ان ننسى تصرّفات الطفل، التي أحياناً تجعل الوالدين فاقدان تماماً لسيطرتهما على انفعالاتهما أمام الطفل وقد تؤدي إلى ردّات فعلٍ عكسيةً منه قد ترافقه حتى في سنّ البلوغ.
ووفقاً لدراسةٍ أجراتها جمعية علم النفس الأمركية عام 2010، فإن الأطفال الذين تعرّضوا لإنفعالات الأهل كالغضب والتوتر، كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالإكتئاب وبتطوير مشاكل القلب والسكري في المستقبل.
اهمية تحكم الوالدين بانفعالاتهما امام الطفل
تعزيز نموّه العقلي
إن تحكم الوالدين بإنفعالاتهما أمام الطفل، يساعد على تعزيز نموّه الفكري والعقليّ بشكل طبيعيّ وصحيّ ما يؤمن له بيئةً سليمةً للإبتكار والتقدّم الاكاديمي. في المقابل إن العنف والتوتر وردات الفعل العصبية التي يمارسها الوالدين تجاه الطفل يمكن أن تؤثّر على صحة الخلايا العصبية في دماغ الطفل ما يؤدي إلى تأخر في نموّه الذهني. كما وقد يتسبب هذا الأمر بتراجعٍ كبيرٍ في مستواه العملي وقدرته على الإستيعاب والتحليل.
عدم انتقال الإنفعالات السلبية إليه
إن الطفل يرى والديه كمثالٍ أعلى له، لذلك فهو يحفظ تصرفاتهما ويقلّدها ظناً منه أنها الصحّ. لذلك وعند تحكّم الوالدين بتصرفاتهما أمام الطفل، يمكن أن يشكّلان مثالاً أعلى مهم وسليم أمامه ليحتذي به فيتعامل مع أصدقائه وكلّ المجتمع من حوله وحتى مع اولاده فيا لمستقبل بتلك الطريقة السليمة غير العنفية والخالية من التوتر والغضب.
تعزيز الرابط العاطفي
إن تحكّم الوالدين بمشاعرهما يساعد على تعزيز الرابط العاطفي مع طفلهما. فإستخدام اسلوب التواصل والتحدث بروية وعقلانية في مجال تربية الطفل هي من الامور التي تساعده على فهم دوافع والديه عند رفضهما لبعض الامور خصوصاً تلك التي تضرّ بصحته ومستقبله على حدّ السواء. فهذا ما يجعله يشعر أكثر بخوف ومحبّة والديه تجاهه ويزيد من حبّه وإحترامه لهما.