خلال ندوة حول اليوم العالمي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر الذي يتم إحياؤه يوم الـ8 مايو من كل سنة، أكد السيد نصر الدين ماروك ممثل وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح يوم الخميس بالجزائر العاصمة ، أن تفاقم الوضعية الإنسانية في العالم راجع إلى “خلل في المنظومة الدولية”.
و أوضح السيد ماروك بهذه المناسبة أن “تفاقم الوضعية الإنسانية” راجع إلى “خلل في المنظومة الدولية” مما أدى إلى الاضطرابات التي تشهدها الساحة الدولية عامة و العالم الإسلامي و العربي، خاصة” مؤكدا على ضرورة “الاحتكام إلى قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لرفع هذا اللبس”.
و تابع قوله ان “ذلك يتماشى مع مواقف الجزائر الثابتة، سيما ما يتعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و حل النزاعات الدولية و غير الدولية بالطرق السلمية عملا بأحكام الدستور الجزائري و احترام سيادة الدول كما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة”.
كما أشار إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى يأتي في ظروف تشهد فيه مختلف مناطق العالم “نزاعات و صراعات مسلحة منها ما هي ذات طابع دولي و غير دولي و منها ما هي في شكل إرهاب و منها ما هو مقاومة ضد المحتل” مذكرا في هذا الصدد بان الجزائر قد وفت بالتزاماتها في مجال القانون الدولي الإنساني، من حيث احترام قواعده و نشرها على نطاق واسع، فان كفالة هذا القانون تعد أمرا حيويا له تأثيره المباشر على السلم و الأمن و رفاهية الإنسانية، كذلك فهو يعد من اول اهتمامات المجتمع الدولي في وقتنا الراهن، أما بالنسبة للجزائر فان موروثها في هذا المجال زاخر بالمحطات، حيث بدا مع الامير
عبد القادر بن محي الدين في مقاومته للاحتلال و معاملة الأسرى، مرورا بثورة التحرير المجيدة، حيث انضمت الجزائر عن طريق الحكومة المؤقتة إلى اتفاقيات جنيف الأربعة في 20 يونيو 1960.
و تابع قوله السيد ماروك انه “بعد استرجاع السيادة الوطنية، واصلت الدولة الجزائرية تفاعلها مع القانون الدولي الإنساني، و ذلك بالتصديق على جل الصكوك الدولية ذات الصلة باتفاقيات جنيف و اتفاقيات لاهاي، غير انه منذ انتخاب المجاهد السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية، عمل على تعزيز منظومتنا التشريعية لتوافق التزامات الجزائر الدولية”.
كما أوضح المتدخل أن “تفاقم الأوضاع ترتب عنه المزيد من الضحايا من المهاجرين و المهجرين و المبعدين و اللاجئين، مما جعل القائمين على العمل الانساني يواجهون تحديات جسام القت بالمزيد من الأعباء عليهم”.
و عليه فان المنظمات قد اضطرت إلى تجاوز المعايير التقليدية للعمل الانساني المتمثلة في تقديم المأكل و الملبس و المأوى، إلى معايير حديثة تقوم على مرافقة الضحايا في مجالات التنمية، اي ان العمل الإنساني انتقل من مجال المساعدة إلى مجال المرافقة و هذا يقوم به الهلال الاحمر الجزائري حاليا في عمله الإنساني.
في هذا الصدد، أكدت رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر كاثرين جوندر أن سنة 2018 ستخصص لتوسيع فهم الجمهور للحركة الإنسانية الدولية.
و أضافت السيدة جوندر أن الحركة تسعى خلال هذه السنة إلى “توسيع فهم الجمهور للحركة من خلال التأكيد على تنوع عملنا و عالمية مقاربتنا”.
من اجل ذلك -تقول ذات المسؤولة- “اخترنا استعمال دعوة بسيطة للعمل من اجل تقاسم إحدى الرموز الأكثر عالمية : -الابتسامة- التي هي رمز عالمي للسعادة و الهناء و الرضا. أن الابتسامة تعني بالنسبة للمتطوع أن العمل تم بشكل جيد في نظر شخص إصابته أزمة، و ذلك قد يعني أن أحدا على استعداد لمساعدته”.
كما أنها فرصة “للتنويه بقوة و بعد شبكتنا العالمية و كذا مساهمة مستخدمينا و الملايين ال14 من المتطوعين حول موضوع في كل مكان من اجل الجميع “.
من جانبه أوضح نائب رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجزائر خضر التاري أن “القانون الدولي الإنساني لم يأتي لمنع الحروب لكن البلدان و الجماعات المسلحة مطالبة باحترام الحياة و الكرامة الإنسانية، حيث ان قوة قواعد القانون الدولي الإنساني تكمن في أنها لا تتدخل في أسباب الحروب لان إنشاءها جاء للتقليص قدر الإمكان من نتائج النزاعات المسلحة و حماية الأطراف التي تحارب وهم المدنيون”.
أما رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس فقد أشارت من جانبها إلى الدور الذي لعبته الجزائر من اجل التكفل و إعادة المهاجرين النيجيريين بطلب من سلطات بلدهم مذكرة في ذات السياق بان جميع أطفال المهاجرين قد تم تلقيحهم و أن كل النساء الحوامل اللاتي تم إحصاؤهن قد تم التكفل بهن في المستشفيات.
كما دعت السيدة بن حبيلس بهذه المناسبة إلى تعبئة انسانية من اجل تشكيل “قوة ضغط” على صناع القرار في هذا العالم من اجل التفكير في نتائج قراراتهم السياسية تجاه الأوضاع الإنسانية.
و أشادت في هذا الخصوص بمرافقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للهلال الأحمر الجزائري منذ انشائه و دعمها اللوجيستي في مجال التكوين معتبرة هذه العلاقة ب”التاريخية و الاستثنائية”.
و قد اغتنم المشاركون من بينهم رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحي بوحبيني كضيف شرف و ممثلي الحركة الإنسانية و الأسرة الجامعية هذه الفرصة لتوجيه رسالة شكر و امتنان لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نظير “تفانيه في خدمة العمل الإنساني و التضامني و كذلك لدوره في ترقية القانون الدولي الإنساني القائم على مبادئ السلام”.
و أعرب المشاركون في هذا السياق عن امتنانهم كما فعلوا من قبل للفاعلين في العمل الإنساني عبر العالم للجهود التي يبدلها من اجل الحفاظ على الكرامة الإنسانية من خلال رفض العنف.
كما احتضنت جامعة الجزائر 3 التي نظمت الندوة معرضا يتعلق بنشاطات الهلال الأحمر الجزائري منذ إنشائه سنة 1956.
وفي الأخير تم توجيه تنويه خاص للمتطوعين في الهلال الأحمر السوري الذين دفعوا ثمنا باهظا منذ اندلاع النزاع في بلادهم.