تطرق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني من جديد للحادث الارهابي الذي عرفته مدينة العريش المصرية والتي اعتبرت أسوأ المذابح التاريخية التي عرفتها مصر في العصر الحديث.
وتساءل التقرير عن سبب فشل السيسي في مواجهة هذا الارهاب، رغم قبضته الأمنية الدامية :” بالرغم من ذلك، فإن مصر لا تزال تعاني من تمرد متوسط المستوى في شمالها الشرقي، وتمردين متدنيي المستوى في الصحراء الغربية ووادي النيل، تقوم به خمسة تنظيمات مسلحة، وهذا لا يتضمن التنظيمات النائمة ومقطوعة الرأس، بالإضافة للخلايا الصغيرة المتناثرة في أنحاء البلاد”، مشيرا :” نوعية الهجمات وكميتها تعد غير مسبوقة في تاريخ مصر، حيث استخدم المتمردون مزيجا من التكتيكات العسكرية وحرب العصابات وإرهاب المدن، الذي تميز بالاستمرار وإن لم يكن مكثفا، وكان على مساحة واسعة من الجغرافيا”.
ولفت الموقع :” الترسانة (التي تملكها تلك المجموعات) تتألف من قذائف الهاون المتوسطة (120مم) والخفيفة (60 مم)، وصواريخ أرض أرض موجهة وغير موجهة، ورشاشات مضادة للطائرات، ومدافع رشاشة، وبنادق للقناصين، وبنادق أوتوماتيكية، ومسدسات وعدة أنواع ومستويات من المتفجرات، ومن ناحية الكمية فإن مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية سجل 1165 عملية مسلحة بين عامي 2014 إلى 2016″، معلقا :” يمكن ترجمة هذه الأرقام إلى هجوم كل يوم على مدى ثلاث سنوات، أما قاعدة البيانات المتعلقة بولاية سيناء وحدها، فقد سجل فيها 800 هجوم بين عامي 2014 إلى 2016، وأكثر من 300 هجوم خلال الأشهر التسعة الأولى من 2017 فقط”.
واستدرك “ميدل إيست آي” :”فتك تلك الهجمات هو أسوأ ما سجل عنها، وتم ارتكاب أسوأ هجومين إرهابيين في تاريخ مصر الحديث في ظل النظام الحالي: تفجير طائرة متروجيت الروسية (224 ضحية) وهجوم مسجد الروضة (305 ضحايا على الأقل)”، مشددا :” الهجوم الأخير كان أكثر فتكا بخمس مرات من أسوأ الهجمات التي ارتكبت تحت نظام الرئيس مبارك (57 ضحية في مذبحة الأقصر عام 1997)، وأفتك بتسع عشرة مرة من أسوأ هجوم في عهد مرسي (مقتل 16 جنديا في كرم أبو سالم في 2012)”.
وأفاد التقرير البريطاني :” عالميا فإن الهجوم كان أكثر فتكا من الهجمات على المساجد، حيث الهجوم في بغداد في يناير 2017 (52 ضحية)، وفي كابل في يونيو 2017 (150 ضحية)، وشمال شرق نيجيريا في نوفمبر 2017 (50 ضحية). إنه ثاني أفتك هجوم لعام 2017 إلى الآن، بعد هجوم مقديشو شهر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي (358 ضحية) ” منوها :” ما بين 25 و30 مسلحا هاجموا مسجد الروضة خلال صلاة الجمعة، حيث يقع المسجد في منطقة أقل اضطرابا من شمال شرق سيناء بالقرب من بئر العبد، وهو واحد من المساجد الأربعة الوحيدة المرتبطة بالصوفية في محافظة شمال سيناء، وعادة ما يحضر فيه ويخدمه أشخاص من عشيرة الجرير من قبيلة السواركة”
وبين “ميديل إيست آي” :” قبيلة السواركة هي القبيلة الأكبر في شمال سيناء، (وبعض قيادات ومقاتلي ولاية سيناء ينحدرون من تلك القبيلة)، ويظهر الهجوم تغيرا مهما في أهداف ولاية سيناء، فهذه هي المرة الأولى التي تقوم بها بمهاجمة الصوفيين بشكل عشوائي، وقبل نوفمبر 2017 كانت الهجمات العشوائية محدودة ولها ثلاثة أهداف: الجيش وقوات الأمن والأقباط المسيحيون وإسرائيل”، لافتا :” الفشل المتكرر للجيش والأمن أدى إلى نشوء نظريات مؤامرة عديدة، حيث تقارن بعض قنوات المعارضة بعض الأمثلة التي وقعت في الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، فكانت هناك اتهامات بأن وحدات عسكرية خاصة هي التي كانت تقوم بذبح القرويين، وفي حالات أخرى كان يرفض الجيش النظامي الدفاع عن المدنيين ضد المهاجمين”