هل ستعيش لبنان حربا جديدة ؟ هذا ما حذرت منه صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية في تقرير لها، بعد عودة المملكة العربية السعودية بقوة إلى المشهد اللبناني، البلد الذي لاطالما كان خاصعا لسيطرة شيعية من طرف حزب الله اللبناني ذراع إيران في المنطقة.
وأفاد التقرير نفسه :” سعد الحريري فاجأ الشرق الأوسط عندما أعلن عن استقالته فجأة، حيث قال إنه خائف على حياته، واتهم إيران بالعمل على زعزعة استقرار بلاده”، مفيدة :” استقالة الحريري جاءت من خلال خطاب متلفز بثته قناة “العربية” السعودية، وبعد لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، لافتة إلى أنه نظر إلى هذه الاستقالة على أنها محاولة سعودية للعودة والتأثير في السياسة الداخلية اللبنانية”.
وتابعت المصادر ذاتها :” الحريري يشغل هذا المنصب منذ عام، مشيرة إلى قول المحللين إن الاستقالة تشير إلى مواجهة بالوكالة بين إيران والسعودية على أرض لبنان، بالإضافة إلى المواجهة في اليمن، التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين”، منوهة :” لبنان عاش حربا أهلية في السبعينيات من القرن الماضي، استمرت 15 عاما، وقتل فيها 150 ألف شخص، مستدركا بأنه رغم إعادة إعمار ما دمرته الحرب، إلا أن البلد يحكم من خلال تحالف هش، يجمع عددا من الطوائف والجماعات الدينية والسياسية تتأثر بالدول الجارة والإقليمية”.
وبينت الصحيفة ذاتها :” إيران تدعم حزب الله، الذي ليس له تمثيل فقط في داخل الحكومة، لكنه يشارك في القتال إلى جانب النظام السوري في دمشق”، مشددة :” الحريري (47 عاما) يقود أكبر كتلة سنية، وقتل والده رفيق الحريري في عام 2005، ويعتقد أن سوريا هي التي تقف وراء الاغتيال، وهي التي سيطرت على سوريا لعقود”.
وأوردت “صنداي تايمز” :” الحريري قال في رسالة الاستقالة إن البلد يعيش في أجواء تشبه الأجواء التي سبقت وفاة “والدي الشهيد رفيق الحريري، وشعرت بما يحاك سرا لاستهداف حياتي”، ووجه رسالة لإيران قائلا إنها تخسر بتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، و”إن أمتنا ستنهض كما في الماضي، وستقطع أيدي من امتدت إليها بالسوء”، مختتما تقريرها بالاشارة :”مصادر سعودية حذرت من خطر حزب الله على لبنان، واتهمت إيران بأداء دور تدميري، لافتة إلى أن اقتراب الحرب الأهلية السورية من نهايتها، وسيطرة الجيش السوري على دير الزور الأسبوع الماضي، يثيران مخاوف من عودة إيران وحزب الله لعرقلة العملية السياسية في لبنان”.
ويعيش لبنان منذ سنوات طويلة على وقع الاحتقان الطائفي خصوصا بين الطوائف السنية ونظيرتها الشيعية وهو ما جعل البلاد تعيش لمدة طويلة دون رئيس.
وتحاول المملكة العربية السعودية الدخول إلى لبنان معقل إيران، بسبب تدخل الأخيرة في عدد من الدول في المنطقة أبرزها العراق واليمن، بعد دعمها للجيش العراقي والحوثيين في اليمن.